والدى .. الحبيب الغالى نشتاق إليك كثيرا , وكم نرجو من الله أن تعود السنين إلى الوراء لنبفى تحت رعايتك و حنانك , والدى أعجز عن الكتابة و الحديث , مهما تحدثت فإننى لن أفيك ما قدمته من أجلنا , الله يا والدى لقد غادرتنا بصمت و هدوء دون إستأذاننا , كم غمرتنا بحبك لنا و حنانك علينا لقد ودعتنا دون رجوع , والدى .. إذا كنت تودعنا خذنا راح تتركنا لمين , و الدى.. مازالت ملامح وجهك و إبتسامتك وصوتك نراها فى كل مكان فى حياتنا و لن تذهب هذه الأيام من خاطرنا , نتذكر كل ركن جلست فيه , نتذكر كل شئ فيك أيها الأب العظيم.
والدى..سامحنى لأننى لم أحضر مراسيم دفنك و المشاركة فى جنازة جسدك الطاهر , هذا هو قدرنا كشعب فلسطينى سامحنى.
والدى .. و الله القلب ينزف حنين و شوق إليك أيها الأب الحنون الأب الرائع اللهم ما يارب أن تكون راضى عنى.
والدى .. كنت النور الذى ينير لنا الطريق و كنت الأخ و الصديق و كل شئ و كنت الأمان لنا التى لم تتوانى بتوفيره لنا.
والدى .. كم ضحيت من أجلنا و كم تحملت المتاعب و المشاق لإسعادنا , كم خفيت أحزانك عنا لكى تسعدنا يا أعظم أب , و الله و الله يا أبى لا و لن أنسى حنانك علينا و الهم الكبير التى تحملته لأجلى – و الله العين تبكى و يالبت البكاء يعيدك لنا و نحن نعلم أن الموت لا يوجد به رجوع إلى فى الدار الآخرة و الجنة بإذن الله التى ستكون مأوى لكم و لنا إنشاء الله.
والدى .. ليس للحياة طعم من دونك لن أتخيلها و لن أتوقعها فى يوم من الأيام لكن القدر أقوى منا جميعا , لن أنسى منذ أكثر من عام عند زيارتى للوطن الحبيب و أنت تجمع جميع أخوتى و أخواتى و أحفادك لإستقبالى أنا و ابنائى على معبر رفح , و لن أنسى عند سفرنا لحظة الوداع لى أنا و زوجتى و أبنائى و الدمعة و الحزن التى كنت تخفيهم عنا و أنت تقف بجانب الباص من وراء الزجاج و أنت تلاعب أبنائى لحين سير الباص بإتجاه معبر رفح , الله الله ما أجمل هذه الأيام , لا أدرى كيف ستكون الزيارة القادمة الذى شربنا المرارة السابقة التى مررنا بها قبل سبعة شهور أثناء مرضك و لم نراك فى إستقبالنا و كانت أسوء لحظة فى حياتنا و كم كان الفراغ التى تركته فى هذه اللحظات شاسع جدا , ماذا يقول أبنائى يزن و راكان و كنان الذين حبو حنانك و إفتقادهم فى كل شئ دائما كانو يسألون عنك ( كيف سيدو , بنحب سيدو ).
والدى .. كنت متابع لمراسيم دفنك و علمت الكم الهائل من أيناء شعبنا الفلسطينى العظيم بكافة أطيافيه السياسية و الإجتماعية و الفكرية التى تقدر بالألاف لتشييع جسدك الطاهر التى تمنيت أن أكون واحد من المشيعيين و لكن القدر كان أقوى منا جميعا , لقد شاهدت حب الجماهير لك , التى قدمت الكثير من اجل فلسطين و من أجل مناصرة المظلومين , و تابعت مواقع الإنترنت و شاهدت النعى من جميع الاخوة فى حركة فتح و أبناء شعبنا العظيم و قرأت السيرة التى تفضل بسردها الاخوة المناضلين الأخ سامى فودة و الأخ هشام ساق الله ,حيث قامو بسرد سيرتك النضالية الحافلة بالعطاء و التضحبات , و أمنح نفسى الفرصة بالشكر و العرفان للأخ المناضل / سامى فودة و الأخ الغالى على قلوبنا الأخ المناضل المكافح / هشام ساق الله (أبو شفيق ) الذى يشاركنا دائما أفراحنا و أحزاننا.
و أخيرا أتقدم بإسمى و بإسم عائلتى و أبنائى بالشكر العميق من القلب التى لن يفيهم حقهم إلى الاخ المناضل العظيم سعادة السفير عصام مصالحة ( أبو يحيى ) قنصل عام دولة فلسطين – دبى الذى هو و الد و أخ كبير لنا جميعا الذى أصر أن يكون السباق فى مواساتى فى مصابنا و الوقوف يجانبى و حضوره شخصيا لتقديم و اجب العزاء و المساهمة بشكل فعال , تحية شكر و عرفان لشخصه الكريم , و أتقدم بالشكر العميق إلى موظفى القنصلية الفلسطسنة فى دبى على الموقف الأخوى الصادق العظيم الرائع بحضورهم بشكل يومى فتره العزاء للوقوف بجانبى فى مصابنا الجلل.
و أتقدم بالشكر لجميع زملائى و أصدقائى من موظفين فى الشركة التى أعمل بها و أبناء جاليتى العظام و لكل شخص ساهم فى مواستنا.
كتبه : نضال التلولى – دبى