هل سيزور النسور قضاء مؤاب؟
احمد فراس الطراونة
02-02-2014 06:32 PM
لم تغب مؤاب منذ فجر التاريخ عن خارطة الفعل السياسي، ولا تزال ركناً أساسياً في دولة رسّخت أساساتها ثورات عنيفة كانت مؤاب أولى الحلقات فيها قبل أكثر من 100 عام ونيف.
قبل أيام شاركت في وقفة احتجاجية نظمها عدد من أحرار مؤاب كانت على مرمى حجر من مكان انطلاق ثورة الكرك 1910 والتي أرهصت بقوة للثورة العربية الكبرى، وقدمت مؤاب حينها العديد من رجالاتها فداء لفكرة الحرية، وعلى بعد مئات الأمتار من قبر زعيم أول مؤتمر وطني للمعارضة الوطنية في الأردن، وأول من نبه لخطر الصهيونية العالمية في فلسطين قبل قيام الدولة الأردنية الحديثة حسين باشا الطراونة رحمه الله ، ومن أمام مسجد حارس الدستور الأردني، ومن علمنا الوفاء للهاشميين المرحوم أحمد الطراونة.
لن نسهب في الحديث عن مؤاب جغرافياً وسياسياً لكننا سنتحدث بمرارة عن الواقع الاجتماعي الذي وصل إليه هذا القضاء، والذي جاء في سياق حملة كبيرة من التهميش والنسيان.
خلال الأسابيع الماضية نظم عدد من الشباب في بلدة الحسينية – إحدى قرى مؤاب - وقفات احتجاجية كانت غالباً ما تنتهي برفع برقيات ولاء ورفع أصواتهم بالدعاء لسيد البلاد بطول العمر والبقاء، ورغم ذلك واجهوا صنوفاً مختلفة من المقاومة. لكن المقاومة الأهم هي في عدم سماع أصواتهم وصرخاتهم التي يطلقونها من تحت سياط الواقع المزري للقضاء الذي يتجاوز عدد سكانه 30.000 مواطن، فالواقع الصحي والتعليمي والزراعي واقع كارثي لابد من الانتباه له.
يقول أحد منظمي الحراك المهندس أحمد ممدوح الطراونة: "حتى لا يفهم حراكنا خطأ فان مطالبنا معروفة وواضحة وضوح طريق مؤاب الذي ينكره مسئولونا في الدولة الأردنية، حراك مطلبي واضح المعالم، تحويل مؤاب لقضاء هو سنامه وغايته".
ونحن نتساءل هل ستغيب هذه المطالب كما غابت عن ذهن رئيس الوزراء طريق مؤاب التي كانت طريق الملوك على مر التاريخ؟ هل سيزور رئيس الوزراء قضاء مؤاب ويقف على حاجاته أم يأخذ ذلك من مشاغله الكثيرة في عمان؟
هل ستتحق مطالب القضاء بتحويله للواء وهو جدير بذلك، من حيث عدد السكان والمساحة والأهمية المعنوية في سياق تكوين الدولة الأردنية الحديثة، أم ستكون الموازنة العامة العائق إمام ذلك؟ لا نستجدي زيارة رئيس الوزراء لكننا ننتظرها بفارغ الصبر ، فهل سيزور رئيس الوزراء قضاء مؤاب ويعلن قراره التاريخي بتحويله للواء؟ هذا ما نحلم به.
أن تحويل مؤاب للواء بعيداً عن المزايدات والتقاط الأحداث وركوبها هو مطلب مهم، ليس لإنتاج شعبيات جديدة وإنما لإنتاج حالة معنوية جديدة لدى أبناء هذا القضاء الذي يحتاج لذلك منذ سنوات، حيث سينهض ذلك بالخدمات الأساسية ويعيد الحقوق إلى أصحابها، خاصة بعد أن أصبح هذا القضاء يعج بالآلاف من المغتربين وأصبح هنالك أسواق تجارية ومجمعات وبنى تحتية يمكن البناء عليها ليكون هذا القضاء لواء بجدارة.
أن سياسة المماطلة والتسويف الذي ينتهجها رئيس الوزراء في التعامل مع الحراكات المطلبية لن تجد نفعاً مع حراك مؤاب الذي يسعى أهله إلى توسيعه وتنويعه ليكون أكثر شمولية وقدرة على الوصول إلى أهدافه في مقبل الأيام بعيداً عن المزايدات وعن خطف المشهد العام لصالح أحدهم.
أهل مؤاب بانتظار زيارة رئيس الوزراء كما وعد.