facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في ديوانية رأس العين .. *د.زيد حمزة

02-02-2014 01:59 PM

اشارات: - عن حظر الارجيلة –
• قبل ثمانية وعشرين عاماً وقف رئيس الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في جنيف يخطب متباهيا بأن بلده الاردن قد حظر الاعلان عن التبغ ومشتقاته : دهِش وزراء صحة دول العالم بهذا السبق فقد كانت صحفهم وتلفزيوناتهم آنذاك تطفح بالاعلانات المثيرة عن متعة التدخين (!) وفي اليوم التالي صدرت بعض الصحف تهاجم رئيس المنظمة لانه خرق ((حياده)) وطرق موضوعاً غير مسجل على جدول الاعمال وقد عُرف لاحقاً أن وراء الهجوم شركات صناعة السجائر العالمية !
• منذ زمان طويل وأنا كطبيب أنذر المدخنين من الآباء والأمهات بأن يوماً لا بد أن يأتي حين يصدر قانون يحظر عليهم التدخين داخل بيوتهم وسياراتهم لأنه يسبب الضرر لاطفالهم المغلوبين على أمرهم ولابد من وجود من يدافع عن الاطفال حتى ضد ذويهم، وهنا يأتي دور المجتمع ممثلاً بالدولة .. وهذا الصباح جاء بين الانباء في راديو ال BBC من لندن أن حزب العمال البريطاني سيطرح على البرلمان مشروع قانون لمنع التدخين في السيارات الخاصة التي فيها أطفال !
• لا أتوقع أن الحضور ينتظرون مني إغراقهم بمعلومات تلو معلومات عن اضرار التدخين وإحصاءات فوق إحصاءات عن أعداد المصابين المتزايده من مرضى السرطان والقلب والرئة .. الى آخر القائمة الطويلة جداً بسبب آفة التدخين .. فكل الحضور يعرفون ذلك حق المعرفة والمطلوب هو كيف الخروج من هذه الحالة ((الخانقة)) ؟ لسنا نكتشف العجلة من جديد، فهناك وسائل عديدة صادقت علي تبنيها كل دول العالم في منظمة الصحة العالمية وأُطلق عليها إتفاقية الاطار، وتمشيا مع هذه الاتفاقية الملزمة احتوى قانون الصحة الجديد رقم 47 لسنة 2008 على الفصل الثاني عشر (( وقاية الصحة العامة من اضرار التدخين )) كبديل لنظام منع اضرار التدخين الصادر عام 1979 عن القانون السابق رقم 21 لسنة 1971 وتكرر في الأثنين منع التدخين في ((الاماكن العامة)) حرصاً على صحة غير المدخنين من سموم الدخان ، وحُددت الاماكن العامة كما أُعطي للوزير حق إضافة اية اماكن أخرى يرى انها تنطبق عليها نفس الاوصاف وذلك بموافقة مجلس الوزراء .
ومع ذلك ، ومع أن النظام عمره اكثر من ثلاثين عاما والقانون ست سنوات فاننا نرى ((الاماكن العامة)) المذكورة والمحددة حرفياً ونصاً يتم فيها التدخين جهاراً نهاراً وتمارسه الحكومة نفسها بوزرائها وأمنائها العامين ومدرائها ! ويقتدي بهم المراجعون في الوزارات والدوائر الحكومية وقصر العدل وكل المحاكم ولا يتورع بعض الاطباء بكل اسف عن التدخين في مستشفيات أو عيادات وبوجود مرضاهم !
• الضجة الآن حول الأرجيلة وتدخينها التي تزيد أضرارها بمرات عديدة على اضرار تدخين السجائر، وليس صحيحاً بأن تدخين المعسّل أقل ضرراً .. لكن الأهم هو تأثيرها السام على الآخرين أيضاً ، وهنا بيت القصيد ومحط الاحتجاج، ممن : بشكل رئيسي من اصحاب المطاعم التي يتم فيها التدخين عامة والارجيلة خاصة، وهذه الأخيرة تحقق لهم ارباحاً سوف يفقدونها إذا طبق القانون لذلك يعترضون عليه بحجة حرية المدخن في إيذاء نفسه، وبقولهم نحن لانجبر أحداً على أرتياد مطاعمنا، وبقولهم أن آلافاً مؤلفة يرتزقون من وراء الارجيلة ونحن نعلم أن هؤلاء – وليس العدد صحيحاً – يقتاتون على الفتات التي قد تتساقط من الدخل الكبير لاصحاب المطاعم !
• تأخرت الحكومة كثيراً في تطبيق القانون الذي أصدرته، يؤسفني ان اقول إن وزراء الصحة المتعاقبين قد تخاذلوا عن القيام بواجبهم في هذا الصدد، كما لم يقم الوزراء الآخرون كل في وزارته بتطبيق القانون الذي تقول مادته الاخيرة – كما يرد في كل قانون آخر – : رئيس الوزراء والوزراء مكلفون بتنفيذ احكام هذا القانون .. وماذا عن الرئيس أو الوزير الذي يدخن في مكتبه أو أمام الناس!؟
• بعد كل هذه السنين ليس معقولاً أن نجد من يدافع الآن عن حق المدخن في إيذاء الآخرين !
• نحترم الحريات الفردية لكن إيذاء الآخرين لا يدخل في عداد الحرية ..
• نحترم الترخيص بالاعمال والمهن لكسب الرزق لكننا نرفض الحصول على هذا الترخيص زوراً أو فساداً ! ونرفض استمراره – كأنه حق مقدس – إذا تبين انه مخالف للقانون، اي مخالف لمصلحة المجتمع وصحة المواطنين .
• تصويب الأمر حسب القانون مطلوب ومرغوب حتى لو جاء متأخراً .. ولتكن طريقة التصويب منسجمةً مع الديمقراطية وبعيدة عن القهر والتسلط ..
• لسنا مع التأجيل بل مع تطبيق جدول زمني عملي مضى على الاتفاق عليه اكثر من خمس سنوات ماطل فيها اصحاب المطاعم كثيراً، ولسنا مع أنصاف الحلول التي سمحت للتدخين في المطاعم في مكان غير بعيد عن الآخرين واحيانا بينهم وحولهم ، إذ ينبغي ان يكون منفصلاً تماماً ومعزولاً حتى يتناول غير المدخين طعامهم في بيئة نظيفة آمنة .
وبعد .. نعرف أن الجريمة الكبرى في مسلسل التدخين واضراره تبدأ في صناعات التبغ العالمية واصحابها فرغم المسرطنات التي فيه يضيفون عليه مواد كيماوية تؤدي الى الادمان على التدخين ..
وبكل أسف سمحنا في السنوات الاخيرة لمصانع جديدة للسجائر في بلدنا حققت وتحقق ارباحاً كبيرة، كما سمحنا لأن يروّج البعض عندنا لمُسرطنٍ ساحق ماحق هو المفاعل النووي الذي نرفضه وسنقاومه كما نقاوم كل الاضرار والاخطار والخطايا الاخرى ومن بينها سموم السجاير والارجيلة .
وسلام على صحة الاردنيين .





  • 1 محمد عبد القادر الربابعه 04-02-2014 | 03:17 AM

    السلام عليكم
    أود ان اقدم خالص شكري وتقديري لاستاذنا الفاضل الدكتور زيد حمزه الذي يرقى بمقالاته الرائعة الهادفة.نعم سيدي لك كل الاحترام.اعجبني الربط الدقيق بين التدخين وبين المفاعل النووي باسلوب حريص من قلب نعرفه حق المعرفة مخلصاً للحق.
    شكرًا حكيم وبارك الله في عمرك.

    محمد الربابعه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :