النيكوتين .. فلسطين .. أيهما أهم!
د. وليد خالد ابو دلبوح
02-02-2014 03:29 AM
حظر الأرجيلة ... و"حظر" الوطن البديل .. أيهما أكبر همومنا؟!
ان أعداد المواطنون المصطفون "على الفلافل" أمام أحد المطاعم الشعبيه اليوم ... فاق بكثير محتجو ال (اه ونص) ضد "مؤامرات الوطن البديل" أمام السفاره الاميركيه .. وان الضجة والهزات الارضيه التي أحدثها قرار "حظر النيكوتين" الارجليه في الاوساط الشعبيه.... فاق أضعاف أصداء مخططات خطر "الوطن البديل" ... ومن هنا نقول ...
ليس من المعقول أن ينتفض المواطن لمنتخبنا الوطني لكرة القدم ... أكثر من أن ينتفض للوطن نفسه .... وأن ينتفض شبابنا للنيكوتين أكثر من فلسطين ... وأن يكون عدو البيئه والصحه ... أقرب الينا من "صديق" الجغرافيا والدين والتاريخ!!
ومن هنا يأتي السؤال, من يحدد لاءاتنا الوطنيه ... كيف تتبدل ... ومن هو المخول بالدفاع عنها؟
بغض النظر عن مدى احتمالية الولوج في مخطط الوطن البديل ... ليس من المعقول ايضا يغيب المواطن الاردني عن أهم المفاصل السياسية في التاريخ الاردني الحديث ... السلطة التشريعيه منقسمه على نفسها ومشغوله بعقد الصفقات وبيع الضمائر من فريق الى اخر تحت ما يمسى ... التكتلات النيابيه ... والسلطة التنفيذيه تغذي هذا الفريق وتفرق ذاك .. وتتجدد شبابا يوما بعد يوم ليس على شعبية المواطن ... بل على ظهر هذا الانقسام واشغال المواطن بالاكتفاء ... في "النكت" .. والسخريه ... والذود عن ما تبقى من لقمة عيشه ... فأبقت الساحه لها مفتوحه ومتسعه ... للولوج وحدها "للدفاع" على ما تبقى من خطوطنا الحمراء لأمننا القومي!
في ظل هذا الضياع المقصود ... يؤسفنا أن يصل حال المواطن اليوم .... للجوء الى "المنقذين" ... الارجيله والسيجاره ... والاكتفاء بالمشاهدة على قنوات التلفاز ... الدماء والدموع التي تراق وتذرف هنا وهناك ... ويقلب القناة التلفزيونيه متى شاء فور ارتفاع ضغطه بثواني ... وبفمه بربيش الارجليله ... "سيفه" الجديد ... للتغلب على قهر الحاضر ... والهروب من الامر الواقع ... والأهم من ذلك الهروب من المشاركة والذود عن قضاياه الوطنيه .. والتي لم يكن يوما يعتاد للمشاركة فيها والتفاعل معها أكثر من مظاهرات "تنفيسية" بعد صلوات الجمعه ... هنا وهناك!
يدرك أصحاب القرار كما ندرك تماما .... بأننا لم نختارهم يوما للذود عنا وعن أردننا ... وانهم لم يأتوا الى مناصبهم بحكم سيرتهم الذاتيه ناصعة البياض .. ولا لسجلهم التاريخي الوطني العريق ... ولا لنبوغ اختصهم الله به عن بقية الاردنيين .. ومن هنا نسألهم أن يتقوا الله فينا وفي اردننا ... في غياب الشرعيه واستفحال سياسات الاقصاء والتهميش!
ماهي لاءاتنا الوطنيه؟ كيف تؤسس شعاراتنا الوطنيه؟
في الوقت الذي يعد فيه اللون البرتقالي اللون المفضل اليوم للمسؤولين الاردنيين, يبدو أيضا أن شعاراتنا الوطنيه تتجه بهذا الاتجاه ... لتنتقل من الخط الاحمرالعريض الى الخط البرتقالي النحيل ... وما أدراك ان اتجه للأخضر يوما ما وفي القريب المنظور!
تجربتنا الحالية تؤكد.. كما أكدت تجاربنا السابقه ... أن جُل شعاراتنا الوطنيه ... كانت تبنى ليس من القلب والضمير ... أو من والقناعة والعقل .... بل تؤسس من الخوف .. وتُجبل على المداهنه ... ومن هنا كانت هشه ومن السهل اختراقها والتحلل منها ... من الغريب أن نرى هناك تردد كبير بين اصوات المسؤولين ومن رجالات الوطن اليوم ... في الولوج بجرأه فيما يحصل من مخاطر سياسية تهدد الأمن القومي الاردني... ومن الفاضح أيضا أن يكون الصوت الوطني الحر في هذا الاطار ... ناشزا اليوم ... في الوقت الذي كان شعارا وطنيا صفق له الجميع يوما ما!!
الخاتمة:
اللهم انا نعوذ بك ... من غلبة الدين .. وعجز الميزانية .. وقهر الرجال و الشباب!