قراءة المقروء ! .. *ناهض الوشاح
01-02-2014 02:33 PM
كم أخجل من نفسي وأنا أمتطي صهوة متاهة تليق بكل القامات التي أتعبها الترهل والانحناء وانتظار الأمل ... أمل التي لم تمت في الحرب العالمية ولا في الثورات العربية بل هي تائهة متعلقة بخيط رفيع مصنوع من أحلام اليقظة تبحث عن أخيها فرج الذي يقف خلف أبواب مرسومة على الجدران ... ينتظر من يفتح له الباب .
انتهت الحرب العالمية الثانية وغادر تُجّار السلاح أماكنهم بعدما استعاد رئيسٌ لا قيمة له كرسيا لا قيمة له ... مات كثير من الناس من أجل أن تعيش أرض لا قيمة لها ... ذرة غُبار تطوف في مجرّات لا نعرف لها نهاية ... تجاعيد الأيام تحبو كل صباح لمعانقة وجوه تتقمص الوقار والهدوء والأمن يعمّ بلدهم ... لا مفاجآت يحملها الأفق الضيّق كل ما في الأمر أنّ وسائل الأعلام مصابة بعدوى الجواب فيما تراه لا ما تسمعه !
فهل صدّق آخر جندي ياباني أن الحرب العالمية انتهت وأن الجيش الياباني هُزم منذ زمن ... لم يُصدق حتى جاء رئيسه وأقنعه بنهاية الحرب وحلول القرن العشرين !
أعوام من التشرّد على أرصفة الأخبار الباهتة ... والمشاركة في أكاديميات الزحف واللغو والتسلّق على تاريخ قرأناه بالمعكوس ... ولم نُصدّق بعد موقف العز بن عبد السلام مع ابنة هولاكو قائد التتار حين قالت له : إن الله يُحبنا ولا يحبكم ،فقد نصرنا عليكم ولم ينصركم علينا .
فأجابها بقصة الراعي وكلابه التي تُعيد الغنم الشاردة . وإنما مثلنا ومثلكم كذلك . الله الراعي ونحن غنمه وأنتم كلابه ... فلما شردنا عن أوامره سلّطكم علينا .
من يعيد قراءة التاريخ سيعرف أن الخُطب الرنّانة لا تُعيد أرضا ولا تُحيي ميتا ... إنما هي خطوة إضافية لأفق تتسرب منه الأسئلة المشروخة والتصورات الموروثة عن بطولات مزعومة ...
من جديد ننتهي من حيث لم نبدأ أبدا ...
مسيرة سلمية تُنظمها حركة حماس في قطاع غزة لدعم سُكان مخيم اليرموك ... رُغم أن حياتهم كانت من قبل ومن بعد حافلة تنقلهم من وجع إلى جوع إلى موت ....( ماذا أقول إذا استنطقت عن وجعي ، والجرح جرحي والسكين سكيني ... ويوم يخنق الموت وجه ذاكرتي ، أبكي عراقي أم أبكي فلسطيني ) .