-1-
جهاد بالنيابة: كم هو مؤسف أن ترى بعض شباب الأمة يتسابقون لمعانقة الموت، طلبا للشهادة، وثمة من يدفعهم من وراء حجاب، (ويزودهم بالسلاح ربما!) كي ينفذوا أجندته، وينوبوا عنه في تحقيق أهدافه هنا أو هناك، وهم لا يعلمون!
-2-
كيلا نتحول إلى جثث تدب على الأرض/ الطريقة الوحيدة لمواصلة الحياة بأقل الخسائر وسط هذا الخراب الذي يحيط بنا من كل جانب، أن نتفاعل معه ونشعر بألمه، لكن حذار حذار من أن نتحول إلى ضحايا مفترَضين نموت ونحن أحياء، مقاومة هذا الخراب بمزيد من الحياة والحب والإصرار على الاستمرار، كي نُبقي الأمل في نفوس من ينتظروننا!
-3-
لا حدود للنذالة/ الخلاف بين الزوجين قد يكون مجرد ملاسنة، وربما يتطور إلى شجار بالأيدي، وينتهي بالطلاق في أسوأ الحالات، لكن هذه المرة وصل الخلاف إلى النيابة عندما اتهم مصري زوجته بأنها «إخوانية» وتحرّض على «الإرهاب».
أحمد فتحي عبد الحميد الغرباوي تقدم ببلاغ إلى نيابة أمن الدولة العليا الأربعاء ضد زوجته «أسماء» المدرس المساعد بإحدى كليات الطب، متهمًا إياها بأنها تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. قال الغرباوي إن «ميول زوجته أسماء الإخوانية انكشفت منذ تولى مرسي الرئيس المنتخب محمد مرسي حكمه، وكشفت عن «وجهها القبيح» –على حد وصفه- كونها أحد أعضاء الجماعة الإرهابية».!!وزعم الزوج أنه فور «سقوط حكم الفاشية والديكتاتورية» –كما وصفها- بدأت زوجته تتصل بأعضاء الجماعة التي أسندت إليها مهام عدة، وفق ادعائه، وسافرت إلى العاصمة البريطانية لندن ثم سافرت مرة أخرى» وأوضح أنه «اشتدت حدة الخلاف بينه وبين زوجته بعد أن رفض المثول إلى طلباتها بالموافقة على انضمامه للإخوان» –على حد قوله- متهماً زوجته بأنها «تحرض طلاب الجماعة الإرهابية على التظاهر، من خلال دعوتهم وحشدهم في الجامعة»! الزوج في بلاغه «صورة لها وهي تشير بعلامة رابعة، وخلفها ساعة (بيج بن) بلندن».
تذكرت حينما قرأت هذا الخبر، الممثل احمد زكى رحمه الله، في فيلم «معالي الوزير» كان يقول لمرافقه انه كان يقدم لأمن الدولة تقارير أمنيه عن زوجته وعن تحركاتها ونشاطاتها المعادية للحكومة، ثم يسأله: سؤال بسيط
عمرك شفت سفالة أكتر من كده؟
-4-
أولئك، أعداء الحياة، يريدون أن يكسرونا، ويسحقون عظامنا تحت بساطيرهم، ونحن نأبى، سنبقى نحب الحياة، ونستمتع بما يُتاح منها، ونعشق، فتلك مقاومة أضعف الإيمان!
-5-
من أجمل ما قرأت ما كتبه الصديق الشاعر زهير أبو شايب، على صفحته في «فيس بوك»: ارتبط (التديّن) بالخوف، فيما ارتبط (الايمان) بالأمان، لذا فإن (المتدين) يخاف من كل شيء: من الآخر، من نفسه، من الخطأ، من اللذة .. إلخ، ويؤسس تدينه على الخوف من الله، وهذا هو منشأ ثقافة الخوف التي تقدم الفضاء الملائم للإرهاب. أما (المؤمن) فإنه مطمئن إلى ذاته وإلى الآخر، وإلى العالم. وعلاقته بالله مبنية على الحب والثقة لا على الخوف. التديّن ردة فعل مرضية على حالات الخوف الوجودي، الايمان انسجام مع العالم وتناغم عميق مع مفرداته!
(الدستور)