الكلمات العفوية الدافئة الصادرة عن اطفال ونساء سوريا اللاجئيين الى الاردن لها مدلولات عميقة ومعاني كبيرة وتعطي مؤشرات واضحة على نعمة الامن والاستقرار التي يعيشها الشعب الاردني بكافة مكوناته واطيافه واتجاهاته جراء سياسة قيادتنا الهاشمية الواعية والحكيمة وتفهمها لمجريات الاحداث في الاقليم سواء في سوريا ام العراق ام في الاراضي الفلسطينية المحتلة وغيرها من دول الاقليم .

ومن يتابع موجات اللاجئيين القادمة من سوريا باتجاه الاردن وبشكل يومي يلاحظ الجهود الكبيرة التي يقوم فيها حماة الوطن نشامى قوات حرس الحدود الذين يدخلون الطمأنينة الى قلوب هؤلاء اللاجئين شيوخا ونساء واطفالا ....وجاء في تقرير نشرته صحيفة الراي الاردنية يوم الاربعاء الماضي ( 29-1-2014م) نقلا عن لاجئة سورية سبعينية لحظة عبورها الساتر الترابي الذي يفصل الاراضي السورية عن الاردنية بارتفاع مقداره متران قولها " الله يحمي الملك عبدالله ، الله يحميكم " وكان التعب والخوف باديين عليها.........لم تشعر بالراحة الا عندما قال لها احد قوات حرس الحدود بقوله انك وصلت الى الاردن ونحن هنا لمساعدتك ...الامرالذي ادخل البهجة والسرور الى قلب الحاجة التي بدت ملامح وجهها تتغير تعبيرا عن ارتياحها واطمئنانها ........

قصص انسانية كثيرة تدلل على حجم الدور الانساني الذي تقوم به القوات المسلحة ، اذ تسمع قصة طفل يبكي وهو يقطع الحدود برفقة والديه وعندما يدخل يستقبله جندي اردني بالقول " لا تخف انت في الاردن" ، كما تسمع عن قصة جندي اردني اخر كان على الحدود في واجب ولكنه وضع بندقيته خلفة عندما اقبل عليه طفل سوري حتى لا يخيفه من السلاح ، وقصص اخرى عن انقاذ جرحى او امراة حامل وضعت مولودها على المنطقة الحدودية.

الاردن بموارده المحدودة استطاع بكل قدرة وكفاءة من القيام بواجباته الانسانية تجاه اللاجئين السوريين وتحمل العبء الاكبر تجاه قضيتهم من خلال توفير الغذاء والماء والدواء والمأوى والتعليم لهم لكن الامر يتطلب زيادة اهتمام ودعم المجتمع الدولي لكي يتمكن الاردن من الاستمرار في تقديم الواجب الانساني للاشقاء السوريين الى ان يتمكنوا من العودة الى وطنهم .

ولا يسعنا ونحن نحتفل بعيد ميلاد قائد الوطن الملك عبداللة الثاني بن الحسين الا ان نرفع اسمى ايات التهنئة والتبريك لجلاته بهذه المناسبة وان يبقيه سندا وذخرا لوطنه وشعبه مع امنياتنا بان يبقى الاردن امنا مستقرافي ظل قيادته الهاشمية .