مغامرات " كيس " طائش .. !!!
حمزة المحيسن
29-01-2014 02:43 AM
في إيرلندا يطلقون عليها " العلم الوطني " أما في جنوب إفريقيا فهي " الزهرة الوطنية " إنها أكياس النايلون فقد وصل التهكم من قبل هؤلاء بنعتها بألفاظ تصف ظاهرة سرعة إنتشارها ووجودها في الطبيعة التي حولنا ما بين الماء والهواء ....!
أما نحن فلسنا ببعيدين عن حالهم هذا ، فإذا قمت بالسباحة أو الغوص في أي منطقة شاطئية من مناطقنا البحرية ستجد هذه الأكياس خفاقة في ماء البحر كالأعلام ، ترفرف بين الشعاب المرجانية وسهول الأعشاب البحرية والمناطق الرملية بألوان وأحجام مختلفة أغلبها تحمل أسماء المطاعم والمحلات وأيضا لا ننسى تلك المشهورة بالمكسرات ...!
وإذا تتبعت حلقة واحدة من سلسلة حلقات " مسلسل كيس طائش تحت ماء البحر" فستجد العجب العجاب من تراجيديا القصص الدامية التي لا تنتهي بموت بطلها " الكيس الطائش " .
أول الضحايا شعاب مرجانية جميلة ذنبها سوء تقدير ممن يعيش من حولها وقام بإلقاء هذا الكيس الأخرق عليها فما يلبث هذا" الكيس الطائش " بالتعلق بها والركود عليها فيحجب أشعة الشمس التي تعيش عليها هذه الشعاب ويعطيها الحياة فإذا طال بقاءه عليها أماتها خنقا" فلن تعود ....والسبب كيس طائش رمي بفعل مجهول .
ومن سوء الطالع علىا لأسماك البحرية الكبيرة أو السلاحف البحرية إذا صادفت هذا" الكيس الطائش" فهو لن يوفرها لغيره من الأكياس الضالة ، فلسوء تقدير السلحفاة البحرية به وحسن ظنها فيه ستعتقد انه قنديل من قناديل البحر الذي تتغذى عليه لكون هذا" الكيس الطائش" يتشابه مع قنديل البحر في الشفافية فتقوم بإلتهام هذا الكيس لتكون نهايتها بالخنق البطيء والموت المحتوم .
إن سلسلة حلقات المسلسل طويلة ومؤلمة إذا أستمرت وما هو محزن أكثر في ذلك إذا أستمر تعاملنا نحن الأبطال الحقيقين لهذا المسلسل بالتعامل مع الطبيعة بهذا الأسلوب فماذا سيبقى لأطفالنا على هذه الأرض الذين هم أجيالنا القادمة من مواطن بحرية عمرها تجاوز آلاف السنين وماذا سنترك لهم ؟
هذه الأرض التي قال أحدهم فيها " إننا لا نرث الأرض من أسلافنا وأنما نستعيرها من أطفالنا " .
فكن بطلا " إيجابيا" من أبطال الخير في مسلسل " مغامرات كيس طائش " ولا تتوانى عن القبض عليه إذا لاح إليك هذا" الكيس الطائش " وأودعه في أقرب حاوية موجودة بالقرب منك فبذلك ستكون نهاية هذا المسلسل سعيدة بلا شك وأفضل من نهاية أي " فلم هندي " .