المعارضة الأردنية والتوطين
د.محمد غزيوات الخوالدة
27-01-2014 02:29 AM
قرأت قبل فترة وجيزة عن نية بعض أطراف المعارضة الأردنية عقد مؤتمر لمقاومة التوطين وإحباط مخططات كيري , وقد تداعي إلى هذا المؤتمر شخصيات وأحزاب وطنية بهدف إحباط المخططات الأمريكية للتوطين في الأردن و إنعكاس نتائج (مؤتمر السلام ) المزمع عقدة بين ما يسمى (بإسرائيل) والسلطة الفلسطينية وشعور المعارضة الاردنيه بأن هنالك قرارات مصيرية ستتخذ على حساب الوطن الأردني ولصالح ما يسمى بإسرائيل.
إن عقد هذا المؤتمر فى هذا الوقت العصيب هي خطوة متقدمة لما يخطط لهذا الوطن المثقل بالهموم والديون وقلة الإنتماء والولاء لدى الكثيرين ممن تقلدوا المسؤولية فيه. فعلى المؤتمرين ان يدركوا ان هذا المؤتمر هو مؤتمر وطني يجب حشد أكبر عدد من المهتمين بشؤونه وعدم اقتصاره على عدد من أفراد المعارضة وبعض الأحزاب التي تعتقد أنها تمثل الغالبية العظمى من الشعب الأردني فهذا المؤتمر هو استحقاق مستحق لكل أبناء الشعب الاردنى , وليس تظاهرة إجرائية او شكلية للتطرق لبعض قضايا هذا الوطن , فمن الضروري ان يكون النظر إلى هذا المؤتمر كمحطة مفصليه بتاريخ الأردن لحمايته من المخططات الصهيو-امريكيه ومن المتواطئين معهم من المحسوبين على هذا الوطن الذين عُرفوا بصفر الانتماء و بكرم التنازلات على حساب هذا الوطن ومقدراته أمام عدو جشع و غاشم ومتربص لا يعرف الا مصالحه الخاصة فقط.
فإنني أقترح على الإخوة الذين تنادوا الى عقد هذا المؤتمر الانتباه إلى قاعدة الذات الاردنى وهم الأغلبية الصامتة في هذا الوطن وهم شركاء مصير غير مُسيسين والذين ليس لديهم أية انتماءات إيديولوجية بإشراكهم بشكل فاعل فى فعاليات هذا المؤتمر وعليه فإن المعيار العام الأساسي الذي تتساوى فيه المصلحة الوطنية العليا هو حق حماية الأردن ومصالحه بكل أطيافه ومنه حق الوجود وحق الانسانيه والكرامة وحق المساواة والشراكة فأن لم نستطيع حمايتها فلن نستطيع الوقوف في وجه مخططات التوطين التي تحاك بالخفاء و إن تكون هناك الرغبة الحقيقية في تحقيق هذه المبادئ هو الاحتواء المكاني والزماني لهذا الوطن في حشد كل الفعاليات الشعبية من شمال الوطن الى جنوبه لكي تكون توصيات هذا المؤتمر تمثل غالبية الشعب الاردني.
ان من المسلم به أن التحديات الخارجية والداخلية لهذا الوطن متشعبة ومتداخلة تحتاج إلى النظرة الثاقبة والحنكة والوعي والاستعداد والمكاشفة الصريحة وتوفير جو لبناء الثقة والمسؤوليه التاريخيه والاستعداد للتناغم بإيجابية وشفافية مع مصالح هذا الوطن , وعلى المشاركين كذلك وهم يمثلون التوجه العام, التذكر بأن يكونوا او لا يكونوا فهم مؤتمنون على تحقيق آمال هذا الشعب و رغباته ومصيره ومسيرته وحماية مكتسباته بغض النظر عن اتجاهاتهم المختلفة وكذلك تجنب هيمنة الافتراضات المسبقة التي نرسمها في أذهاننا عن بعضنا البعض.
ونحن نتطلع إلى تحقيق آمال هذا الوطن في أن يحقق هذا المؤتمر أهدافه وغاياته في منع تحقيق حلم التوطين الصهيو-أمريكى , علينا بناء فكر موحد بعيدا عن المناكفات الحزبية والأيدلوجية و الوقوف موحدين في وجه المخططات المحاكة بالخفاء و علينا كذلك التحلي بالوعي الجمعي لأدراك واقعنا المزري و الوصول بهذا المؤتمر إلى بر الأمان و ضمان وجودنا كااردنين . والله من وراء القصد.