«تشبيح» وليد المعلم وقصة «الجار الضعيف»
بسام بدارين
26-01-2014 10:21 PM
كنت افضل لو اكتفى وليد المعلم صاحب اللسان الفصيح خلال مؤتمر جنيف بالتحدث عن مأساة بلاده وضعفها في هذه المرحلة بدلا من الإشارة الى ضعف دولة مثل الأردن قال عنها انها تؤمر فتأتمر.
هل توجد مشكلة عند المعلم في تلقي الأوامر؟ أشك في ذلك.. ظهر الرجل بوجهه العريض على كامرات "سي إن إن" و"سكاي نيوز" ولاحقا "العربية" و"الجزيرة" وحتى فضائية السودان، أشك في ان الرجل الدبلوماسي الذي يُحترم بكل الأحوال لديه مشكلة في تلقي الأوامر وتحديدا من أشخاص أقل شأنا منه في الطائفة والحكم، أو حتى مشكلة في "تمثيل الشيطان".
للتذكير فقط: شاء المعلم أم أبى، الجيش العربي الأردني يحمي لوحده منذ أكثر من عامين أكثر من 270 كيلومترا في خاصرة سورية الجنوبية، لا يوجد عليها إلا مفرزة صغيرة تُسيِّر الأعمال في نقطة الحدود، وبتدخل مباشر من "الجار الضعيف" الذي يمنع المعارضة المقاتلة من السيطرة على المعبر الحدودي الرسمي.
سواء اعجب الأمر صاحبنا المعلم – ليس له من إسمه نصيب- فالأردن هذا الجار الذي يتهمه بالضعيف ـــ وفي وقت كان المعلم يلقي خطابه ــ منع عصابات تهريب سورية من تهريب كميات كبيرة من السلاح الى دمشق، وهذا الجار الضعيف بإمكاناته المحدودة يستقبل مليونا ونصف المليون من مواطني المعلم، الذين تجنب أية إشارة اليهم، من ضحايا النظام السفاح.
والأردن يحمي عائلة وليد المعلم من المخدرات ومن تجار الحشيش ومهربي السلاح وأغلبهم من طبقة الحكم ومن ضباط الجيش السوري تبع المقاومة والممانعة الكاذبة.
الأردن ليس ضعيفا ولن يكون، ويملك قوة الحق، إذا كان صاحبنا يملك حق القوة والعنف والتوحش وآلة سفك الدماء.
وهذا الأردن تنقل سياراته العسكرية الوقود والخبز لعسكر النظام السوري أو المتبقين منهم، ممن تقطعت بهم السبل في المركز الحدودي الذي يسهر النشامى الأردنيون وحدهم فقط على رعايته وأمنه ومراقبته، في حين يخفق جيش وليد المعلم برفع علم النظام على جبل في اعلى قرية المعضمية في محيط العاصمة، فيطلب من القرويين البسطاء القيام بالعملية ويقايضهم بالغذاء وبعض الدواء.
لست معتادا بكل الأحوال على إمتداح الموقف الرسمي وهذه المهمة يقوم بها يوميا جيش من المنافقين الذين يقدم لهم العلف من دون فائدة او إقناع.
لكن عندما يتعلق الأمر بالوطن الأردني والجيش الأردني تحديدا على الأصوات النشاز ان تخرس خصوصا إذا كانت هي سبب قتل وتدمير الشعب السوري، فما زالت ترن بأذنيّ كلمة ذلك النشمي الأردني الذي قال بإسم الجيش العربي "سنحمي خاصرة سورية الجنوبية ولا نتدخل باحد لكن نرجو من الله أن لا يختبرنا أحد".. مثل هذا الكلام لا يقال في دولة ضعيفة يا "معلم النصبة" والدجل.
أثق تماما بصحة القول بأن عمان وفي المسألة السورية "لو إئتمرت" فعلا بما كان يريده الأمريكيون والأمير بندر بن سلطان وغيرهم لتغيرت الإتجاهات والبوصلات والكثير من المعطيات ولكان الوزير المعلم اليوم لاجئا في حماية عسكري أردني يطعمه الخبز ويقيه برد الشتاء.
الحصافة غابت عن دبلوماسي بوزن المعلم في هذه النقطة تحديدا ولا بد من إبلاغه بأن جيش بلاده الذي يعجز عن رفع العلم على رأس جبل يحاذي قرية في المعضمية ليس هو من يحمي حدود سورية الجنوبية بل جيش الجار "الضعيف".
أما الأوامر فليس سرا أنها تاتي الجميع بدليل أن المعلم نفسه صاحب محمد ظريف في رحلة لم تكن مقررة قبل أسبوع فقط من جنيف لمقابلة المعلم الأكبر ومصدر الأوامر الأكبر واتحدث بطبيعة الحال عن لافروف.
.. من دون مؤاخذة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الدولية لا فرق بين كيري ولافروف وبلاش أفلام تشبيح هندية طويلة ومملة على المشاهد العربي.
العرب اليوم