جلالة الملك يحمل (سلاح السلام) و (الفكر المعتدل) إلى واشنطن
محمود الداوود
03-03-2007 02:00 AM
الملك عبد الله يقود الدبلوماسية العربية قبل (القمة) القادمةبدأ جلالة الملك عبد الله الثاني رحلة الدبلوماسية العربية التي يقودها حاليا قبل أسابيع قليلة من موعد انعقاد القمة العربية القادمة في الرياض أواخر الشهر الجاري.
رحلة جلالته انطلقت من القاهرة ثم الرياض ثم لندن فواشنطن، إضافة إلى اللقاءات السابقة التي عقدها جلالته مع وزيرة الخارجية الأمريكية ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس واتصالاته مع رئيس وزراء لبنان واتصاله مع الرئيس الفرنسي، وغيرها من الاتصالات المكثفة التي أجراها جلالته.
إن التحرك الأردني الجديد يصب في مصلحة الأمة ، لأنه أصبح ضروري الآن أكثر من أي وقت مضى، والفرصة مواتية لان جلالة الملك وفي حدث تاريخي سيلقي خطابا أمام الكونجرس الأمريكي بمجلسيه وهو أول زعيم عربي سيلتقي بأعضاء الكونجرس الجدد، ونحن نعلم أهمية الكونجرس الأمريكي في صناعة الأحداث والتأثير على الرئيس الأمريكي.
إن الوضع العربي وخاصة في منطقة الشرق الأوسط أصبح بحاجة إلى وقفة جادة وحازمة من الجميع من اجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الذي إذا استقر الحال عنده استقر الحال في معظم أرجاء الشرق الأوسط، بل إن استقرار العراق يمر أيضا باستقرار فلسطين وبالتالي لبنان.
إن الحراك الأردني السياسي الذي يقوده جلالة الملك يعتبر فرصة هامة من أجل إحلال السلام، فالأزمات بلغت مداها وأضحى لابد من إيجاد حلول سريعة ونهائية لوضع دام عشرات السنين، كما أن التوجه العربي ومبادرة السلام العربية التي انطلقت عام 2002 من بيروت تعتبر فرصة حقيقية للسلام، والأردن يعيد التذكير بها والتأكيد عليها، ويضع النقاط على الحروف، فالسلام هو السلاح الذي يحمله الآن جلالة الملك معه في رحلة الدبلوماسية، والفكر المعتدل هو الصيغة التي لابد للعالم أن يسمعها بل هو أيضا الصيغة التي يجب أن تصل إلى صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية.
إن الغرب الآن بحاجة إلى أن يستمع إلى صوت العدل والحق والى الصوت العربي، الذي يحمله جلالة الملك الذي لم يأل جهدا من اجل إيصال الصوت والمطلب العربي بضرورة إحلال السلام في هذه المنطقة الملتهبة، وان الشعوب لا يمكنها أن تعيش دون سلام وانه بالسلام يعم الاستقرار في المنطقة مما يساهم في ازدهارها ورقيها وذلك سينعكس على علاقات دول المنطقة مع الغرب بشكل عام.
ولا يظن أحدا أن الأردن ذهب منفردا إلى واشنطن، فهو استشار اكبر دولتين في السياسة العربية وهما مصر والسعودية، بل إن جلالة الملك أجرى اتصالاته المباشرة مع الرئيس الفرنسي ومع رئيس وزراء بريطانيا ومع المعنيين في أزمات الشرق الأوسط كالفلسطينيين واللبنانيين، وبالتالي فان(رسالة) الأردن السلمية ستكون وثيقة للتاريخ وللشعوب وللقيادات.. إنها فرصة ثمينة لابد من استغلالها، وصناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية وبما لديهم من تأثيرات في السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، وبحكم العلاقات الواسعة التي تربطهم بالعالم، خاصة وان جلالة الملك سيلقي الخطاب أيضا أمام كبار السياسيين والاقتصاديين ورجال الفكر والإعلام، وهم قادرين على حمل(رسالة) الاعتدال ورسالة السلام لتكون عنوان المرحلة القادمة.
لقد آن الأوان أن يجتمع العالم على وجهة نظر واحدة حيال قضايا الشرق الأوسط، ويكفي ما حدث في المنطقة من حروب ومآسي، فالسلام وحده كفيل بإنهاء كل النزاعات، حتى تلك التي لم تنشب بعد وعلى وشك أن تحدث سواء مع سوريا أو إيران أو داخل لبنان أو حتى ما تبقى من الفتن داخل العراق، وصراعات السلطة في بعض الدول، كل هذا سيسكن ويهدأ إذا ما انتهت الأزمة(الأم) أزمة فلسطين، والصراع اليهودي-الإسلامي أو الصهيوني- العربي.. انه من حق الفلسطينيين إعلان دولتهم على أرضهم، ومن حق اللآجئين أن يقولوا كلمتهم ومن حق الشعوب أن تعيش بأمان وسلام، ومن حق الجيل الجديد أن يربى في كنف أهله دون دماء ودون تشريد ودون دمار.
ولا ننسى أن هذا التحرك الأردني بقيادة الملك عبد الله الثاني حفظه الله يأتي في وقت تستعد فيه القيادات العربية إلى عقد القمة العربية القادمة في الرياض أواخر الشهر الجاري، ووجود مشاورات عربية أمريكية بريطانية فرنسية مشتركة أمر بالغ الأهمية لتكون هذه المشاورات على طاولة البحث مع الرؤساء العرب حين انعقاد القمة.. وانه لابد للدول العربية أن تجتمع كلمتها وتوحد صفوفها من خلال قرارات حاسمة تنسجم مع ما يجري من أحداث وتتوحد في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد هذه الأمة.
فالاختلاف الكبير والتشرذم الذي يعصف بتوحيد الرأي العربي لابد أن تتجاوزه كل الدول العربية، فإذا لم يكن العرب قادرين على التوحد جغرافيا، فعلى الأقل أن يتوحدوا في الرأي ويواجهون الآخر برأي صائب حازم وقوي وموحد، حتى لا تكون الأمة العربية لقمة سائغة للطامعين.
modor@maktoob.com