المعارضة الاوكرانية تريد مواصلة "النضال" رغم تنازلات الرئيس
26-01-2014 06:25 PM
عمون - ما زالت المعارضة الاوكرانية عازمة على مواصلة "النضال" الاحد في اعقاب ليلة جديدة شهدت مواجهات في كييف، معتبرة ان التنازلات غير المسبوقة التي قدمها الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من اجل محاولة تسوية الازمة غير كافية.
لكنهم لم يكونوا سوى بضعة آلاف من المتظاهرين والمتسكعين ظهر الاحد في ساحة الاستقلال مركز الاحتجاجات في كييف منذ شهرين، في حين كان يحتشد فيها عادة عشرات او مئات الاف الاشخاص خلال تجمات ايام الاحاد في الاسابيع السابقة.
وتجرى الامور تحت انظار الناشطين المسلحين بالعصي والمعتمرين خوذا، والمكلفين الحفاظ على النظام في داخل هذا المخيم الحقيقي المليء بالمتاريس.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال سيرغي وهو موظف شاب رفض الكشف عن اسم عائلته ان "الناس خائفون ويتعرضون لضغوط في اعمالهم" اذا ما اعلنوا على الملأ معارضتهم السلطة.
وفي المقابل، اجريت مراسم تشييع متظاهر قتل في المواجهات الاخيرة مع الشرطة في كاتدرائية سان ميشال القريبة من الساحة.
وفي مؤشر على استمرار توتر الوضع، شن 2000 متظاهر ليل السبت الاحد هجوما على مبنى يشغله حاليا افراد لقوات الامن في وسط كييف بالقرب من ساحة الاستقلال التي تحولت مركزا للحركة الاحتجاجية، حسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وقال مراسل فرانس برس ان حوالى الفي متظاهر تجمعوا على طول "البيت الاوكراني" ونجح بعضهم في الدخول اليه وهم يصرخون "يا للعار".
وبعد ان حطموا الزجاج القوا قنابل يدوية داخل المبنى. ونجح بعضهم في الدخول الى القاعة الرئيسية للمقر وهو عبارة عن متحف قديم يقع في ساحة اوروبا ويبعد مئات الامتار عن ساحة الاستقلال حيث تعتصم المعارضة.
قد رد رجال الشرطة بالقاء قنابل صوتية واستعمال خراطيم المياه بالرغم من الطقس البارد حيث تدنت الحرارة الى 15 درجة تحت الصفر.
وبعد حوالى ساعة من التوتر، انهى المتظاهرون هجومهم وفسحوا المجال امام رجال الشرطة للخروج ولكن رجال الشرطة ظلوا في مقرهم حسب الصور التي بثها التلفزيون.
ووقع الهجوم بعد كلمات القاها قادة المعارضة في ساحة الاستقلال لم يعلنوا خلالها بشكل واضح مواقفهم من مقترحات الرئيس يانوكوفيتش.
لكنهم اكدوا انهم سيواصلون التعبئة حتى تلبية كل مطالبهم وعلى رأسها الدعوة الى انتخابات رئاسية اعتبارا من هذه السنة وليس السنة المقبلة كما هو مقرر.
وقال المعارض القومي اوليغ تيانيبوك امام عشرات الآلاف من الاشخاص الذين تجمعوا في ساحة الاستقلال ان "النضال مستمر".
من جهته، قال فيتالي كليتشكو الذي عرض عليه الرئيس منصب نائب رئيس الوزراء "نحن مصممون ولن نتراجع"، معترفا في الوقت نفسه بان يانوكوفيتش "لبى جزءا كبيرا من المطالب".
واضاف بطل الملاكمة السابق ان "المفاوضات مستمرة".
وكان يانوكوفيتش عرض السبت على اثنين من قادة المعارضة احدهما كليتشكو والثاني ارسيني ياتسينيوك رئيس حزب المعارضة المسجونة يوليا تيموشنكو قيادة الحكومة مع تعزيز صلاحياتها.
واعلنت الرئاسة الاوكرانية في بيان اثر مفاوضات جرت في القصر الرئاسي مع المعارضة، ان الرئيس عرض على ياتسينيوك منصب رئيس الحكومة وعلى كليتشكو منصب نائب رئيس الحكومة للشؤون الانسانية.
وقال ياتسينيوك انه مستعد "لتولي مسؤولياته" لكنه اضاف انه "لا يصدق اي كلمة" تقولها الحكومة. واضاف "لن نتزحزح".
واكد قادة المعارضة الثلاثة في خطبهم انهم يطالبون بالغاء القوانين التقييدية التي اقرت في 16 تشرين الثاني/نوفمبر وتنص على عقوبات تصل الى السجن للمتظاهرين، وادت الى تشدد المحتجين.
ووعد يانوكوفيتش الذي استقبل مساء السبت ايضا قيادات الحزب الحاكم، باعادة النظر في هذه القوانين والتفاوض مع المعارضة للتوصل الى "تسوية حول هذه القوانين" حسب ما اوضحت الرئاسة.
ويراس الحكومة الاوكرانية حاليا ميكولا ازاروف.
واكدت الرئاسة انه تم الاتفاق مع المعارضة على "ان يغادر المتظاهرون وقوات الامن تدريجيا" ساحة الاستقلال حيث يتمترسون رغم تدني درجة الحرارة السبت الى 20 درجة تحت الصفر.
واضافت الرئاسة على لسان اندريه بورتنوف مستشار الرئيس ان يانوكوفيتش وافق على انشاء مجموعة عمل تكلف "تعديل قانون الاستفتاء وربما عبر هذه الالية سيعرض ادخال تعديلات على الدستور".
وتطالب المعارضة بالعودة الى دستور العام 2004 وهي تسوية وافق عليها فيكتور يوتشينكو المقرب من الغرب الذي فاز خلال الثورة البرتقالية التي جعلت من اوكرانيا جمهورية برلمانية مع رئيس حكومة بصلاحيات واسعة.
الا ان الدستور عدل لاحقا وجعل الصلاحيات الاساسية بيد رئيس الدولة. وتتظاهر المعارضة منذ اكثر من شهرين في وسط كييف العاصمة اثر رفض الرئيس التوقيع على اتفاق مع الاتحاد الاوروبي مفضلا سياسة التقارب من روسيا.
ودعا رينات اخمدوف اغنى رجل في البلاد والداعم للرئيس، الى حل سلمي للازمة.
وقال الملياردير الذي يعتبر اكبر الداعمين الماليين لحزب المناطق الحاكم "اي استخدام للقوة واي لجوء للاسلحة، غير مقبول".
لكن وزير الداخلية الاوكراني فيتالي زاخارتشنكو شكك السبت في فرص التوصل الى حل سلمي للازمة معتبرا انه "لا جدوى" من محاولات التوصل الى حل سياسي وان المعارضة فقدت السيطرة على المتظاهرين "المتشددين".
وقال "اتركوا المتشددين (..) واذهبوا الى مكان آمن" موضحا ان شرطيين احتجزا من قبل ناشطي المعارضة قبل الافراج عنهما وعليهما آثار "تعذيب".
والحصيلة الرسمية لمواجهات الاسبوع ارتفعت السبت الى ثلاثة قتلى بعد وفاة رجل في الخامسة والاربعين من عمره في المستشفى. وقال حزب سفوبودا المعارض ان هذا الرجل اصيب بالرصاص في صدره الاربعاء.
اما المعارضة فتتحدث عن ستة قتلى.
وفي خارج كييف، نزل آلاف المتظاهرين الذين يطالبون باستقالة الحكام الذين عينهم الرئيس في معظم مناطق الغرب الناطقة باللغة الاوكرانية والتي تطالب بالانضمام الى اوروبا.
ويتعرض فيكتور يانوكوفيتش ايضا الى ضغط دبلوماسي من الاتحاد الاوروبي الذي طالب السبت ب "خطوات ملموسة" لعودة الهدوء.
وسيشكل الوضع في اوكرانيا محور لقاء السبت في وارسو بين رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي والرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي.
ومن المتوقع ان تزور وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون كييف في 30 و31 كانون الثاني/يناير.
وحتى ذلك الحين، ستعقد قمة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا التي يتهمها الاوروبيون باستخدام نفوذها لاقناع كييف بالتخلي عن اتفاق للتبادل الحر مع بروكسل، وهذا القرار هو الذي تسبب في الاحتجاجات الحالية. أ ف ب