كل المؤشرات المتاحة تشير الى ان المنطقة مقبلة على تطورات بالغة الخطورة تتمحور حول فرض حل امريكي إسرائيلي للمسألة الفلسطينية او القيام بتنفيذ الخطة التي أصبحت تعرف بـ "خطة كيري".

الغموض يحيط بكل ما يتعلق بهذه الخطة بسبب السرية التامة المفروضة عليها من قبل الأطراف التي تنسج معطياتها وهي الطرف الأمريكي والإسرائيلي، الذي عادة يقابله طرفا المعادلة من الجهة المقابلة الجانب الاردني والجانب الفلسطيني الممثل بالسلطة الفلسطينية واللذين – كما يبدو ليس لديهم معلومات عن تلك الخطة بعد -.

حتى وسائل الاعلام الإسرائيلية المعروفة بعلاقاتها القوية مع مراكز صناعة القرار الإسرائيلي تعلم القليل من خلال تسريبات محدودة.. خاصة غياب المعلومات الخاصة بالجزئية منها التي تربط الحل النهائي بالأردن.

فيما يلي سيناريو محتمل لتطور الاحداث اعتمادا على بعض التسريبات من هنا وهناك:
تشير الصحافة الإسرائيلية الى تسريبات تؤكد ان الخطة مكونة من تسعة نقاط وهي بالاساس تعتمد على وثيقة "أولمرت - عباس" التي نشرت عام 2008 والتي أثارت وقتها إعتراضات واسعة في المجتمع الفلسطيني والتي تتضمن تبادل أراضي بين إسرائيل والسلطة بحيث يتم ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية الى إسرائيل مقابل اعطاء الفلسطينيين أراضي تقع الان ضمن إسرائيل وبالتحديد تعمل إسرائيل على ضم 6.8 % من أراضي الضفة الغربية اليها ، مقابل سماح إسرائيل للفلسطينيين بالسيطرة على 5.5 % من أراض بديله.

وتفيد تسريبات أخرى الى ان مسألة القدس ربما تحل بتقسيم القدس الشرقية الى قسمين وتشكل لجنة دولية لإدارة الجزء العربي من هذه القسمة تشارك فيها كل من الأردن والسعودية.

ام فيما يتعلق بحق العودة فتشير التسريبات الى ان صندوقا دولبا سيتم إنشاؤه يكون هدفه توطين اللاجئين الفلسطينيين tفي مناطق تواجدهم او لمن يريد منهم في استراليا مع إمكانية السماح بعدد قليل جدا منهم بلم الشمل مع عائلاتهم في إسرائيل.

وتشير تسريبات أخرى الى انه اذا نجحت هذه الخطة فستقوم دولية فلسطينية منقوصة السيادة على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة الذي سيرتبط مع الضفة بقطار سريع يربط بين مدينتي غزة والخليل، إلا أن الرئيس محمود عباس يرفض ذلك ويطلب قطارا سريعا بين غزة ورام الله، في وقت تريد إسرائيل أن تأخذ 1 % من الأراضي مقابل مكان سكة الحديد فتصبح الأراضي التي ستأخذها السلطة 4.5 % بدل 5.5 %.

وتشير التسريبات أيضا انه بمجرد الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية وفي مساء يوم الإعلان ذاته بالتحديد سيتم الإعلان عن ارتباط تلك الدولة الوليدة بالأردن من خلال احدى صيغتي الفدرالية او الكنفدرالية .. عندها طبعا يتحقق الوطن البديل فعليا وبالتمام والكمال..