الخلاف ممنوع وخط أحمر حول الرموز الوطنية كالنشيد و العلم و اللغة و التراب الوطني في المحن و الحروب و الإحتلالات الإستعمارية للأمم و الشعوب الحية .. حدث مثل هذا في اليابان العام 45 من القرن الماضي عند إبتلائها بالإحتلال الأمريكي و بعد قصفها بقنبلتين نوويتين في هيروشيما و ناغزاكي و تدميرهما .. فالمفاوض الياباني رفض بتاتاً أي حديث مع المفاوض الأمريكي على أي إجراء أو تغيير على العلم الياباني أو أي حديث حول الميكادو « الإمبراطور الياباني « و كذلك أي حديث حول تجزئة أو تقسيم التراب الوطني لليابان و كذلك أي حديث بشأن اللغة اليابانية كلغة رسمية ووطنية للبلاد.
و عند سقوط الدولة العثمانية و بعد تكالب الدول الإستعمارية عليها ( بريطانيا , فرنسا, روسيا و غيرها ) في نهاية الحرب العالمية الأولى رفض الشعب التركي على الملأ أي تغيير في علم تركيا الأحمر و أي إجتزاء من ترابها الوطني و قلبه الأناضول و كذلك أي حديث عن إلغاء لغتها الوطنية .
وعند سقوط الإتحاد السوفيتي بعد حرب باردة طويلة ما بين الإشتراكية و الرأسمالية وضعت أوزارها في بداية التسعينات من القرن الماضي .. رفضت روسيا أي حديث حول تقسيم ترابها الوطني أو أي تهميش للغتها و إن كانت قد غيرت علم الإتحاد السوفيتي الأحمر بعلم روسيا القيصرية لأن هذا التغيير أكثر واقعية .
و كذلك فعل الألمان بعد تقسيم دول الحلفاء لبلادهم الى المانيتين شرقية و غربية العام 1945 و بناء جدار لتقسيم التراب الوطني في برلين إلا أن الشعب لم يهدأ مرة واحدة عن مطالبته بإعادة توحيد ألمانيا و تم ذلك في العام 89 من القرن الماضي بهدم هذا الجدار قطعة بعد قطعة و عادت ألمانيا موحدة بعد 44 عاماً من الإنفصال الإجباري ..!!
مناسبة هذا الكلام ففي الأنباء جاء .. علم ونشيد وطني جديدان للعراق فلا أحد أحسن من أحد بين الأخوة « الثوار العرب الجدد « فالثوار الليبيون قاموا بتغيير العلم و كذلك الثوار السوريون أيضاً أما الثوار المصريون فغيروه باكراً في عهد السادات كما غيروا النشيد الوطني أيضاً كما غير العراقيون العلم و النشيد أكثر من مرة بعد الإحتلال الأمريكي العام 2003 على الرغم أن هذه التغيرات للعلم و النشيد غير مبررة و غير مقنعة.
و يعلق شاب عراقي على الخبر بشأن تغيير العلم و النشيد فقال : قد نكون أكثر الدول في العالم التي تغير نشيدها و علمها ، و يضيف : هذه البلاد لن تنال سلامها طالما أنها لا تستطيع الإتفاق على نشيد و علم....
مع العلم أن لا داعي لتغير نشيد موطني فقد أعجب به بريمر وأقره عندما كان الحاكم الأمريكي للعراق كما أعجب به الرئيس الأمريكي جيمي كارتر وهو نشيد مدرسة وجامعة النجاح الوطنيه سابقاً والأن وهو نشيداً وطنياً في الأردن وفلسطين وسوريا والعراق والمغرب العربي.!!