نص نصيص أيها السادة هو بطل حكاية شعبية يعرفها كبار السن ويتندر بها شباب اليوم، ونص نصيص يا سادة يا كرام فتى ولد لام عاقر اشترت تفاحة للحبل، لكن الزوج وجد التفاحة على حافة الشباك فاكل نصفها واكلت الزوجة النصف الاخر فجاء الفتى بنصف جسد، بعين واحدة واذن واحدة وصغير الحجم لكنه كان بارعا في كل شي.وتقول الحكاية ان نص نصيص تراهن مع ابناء عمومته على احضار دجاجات الغولة مذبوحات قبل طلوع الفجر، وقبل الرهان وذهب الى خم الدجاج عندما كانت الغولة خارج بيتها ولما عادت سمعت الديك يصيح باعلى صوته ( نص نصيص بالخم بذبح الجاجات ويلم) لكن الغولة التي تعلم ان لا احد يستطيع التغول عليها اسكتت الديك ففاز هذا النص بالدجاجات وفاز ايضا بالرهان وعاد سالما.
ربما لا تكون هذه الحكاية قريبة من حكاية ذاك العامل الذي تفاجأ ان الدينار الموجود في جهازه الخلوي ويحتفظ به من اجل الطواريء قد سرق بحجة دفع دينار ضريبة على الخلوي للجامعات التي صار لا يدرس فيها الا ابناء الاغنياء.
طبعا وجه الشبه في الحكاية هو ان العامل المسكين لم يصدق صديقه الذي حذره من ان الحكومة سوف تخصم دينار من رصيده ونصحه بان لا يكون رصيده مشحون بأكثر من 90 قرشا حتى لا تقوم الحكومة بخصم دينار الجامعات، ورفض العمل بنصيحة صديقه.
وعندما اراد في منتصف الليل ان يتصل مع سيارة تاكسي من اجل ان ياخذ طفله الذي ارتفعت درجة حرارته الى المستشفى لم يجد الدينار في رصيده ولم يستطيع ان يرسل طفله المريض الى الاسعاف وظل طول الليل يضع الماء البارد على جسد ابنه ويلوم نفسه لانه لم يصدق صديقه بشان الدينار.
الجامعات تاكل ولا تنتج، الجامعات سيارات للرؤساء ولزوجاتهم، الجامعات مياومات واعطيات وهدايا، الجامعات لم تكتف بالبرنامج الموازي الذي توزعه على العاملين فيها ونصيب الاسد يذهب لكبار المسؤولين فيها، الجامعات التي الى الان لم تخرج لنا بشيء يذكر على مستوى الوطن ينافس المنسف في دخول كتاب غينيس، الجامعات تبني بوابه بكلفة تصل الى 850 الف دينار،الجامعات التي صارت تربة صالحة للفرقة الوطنية وللمعارك الطلابية، الجامعات التي تحارب الديمقراطية بتعين مجالس الطلبة، الجامعات.. الجامعات.. الجامعات..الى متى نظل ندفع للجامعات وأولادنا ممنوعين من دخول الجامعات بسبب رفع رسوم الدراسية.
نداء اخير الى الحكومة:
أطلقوا سراح الدينار , ذلك المظلوم و المقهور كقهر الشعب الكادح ,افرجوا عن هذا الدينار الذي سرق من حليب الاطفال ودواء المرضى وكدح الكادحين. وكلوا نصف تفاحتنا ولا تاكلوها كلها.