كتبنا في السنوات الماضية أكثر من مرة عن موضوع المقابر في مدينة الكرك فقد وصل الأمر إلى حد لا يطاق فالمقبرة الإسلامية في منطقة النبي نوح أصبحت مكتظة بالموتى حتى أن بعض القبور حفرت في الممرات الموجودة داخل المقبرة بسبب ازدحام القبور ورائحة الجثث تزكم الأنوف؛ لأن هذه المقبرة هي الوحيدة في المدينة ويجري الدفن فيها منذ عشرات السنين لذلك فقد انتهت طاقتها الاستيعابية منذ زمن طويل جدا.
أما المقابر المسيحية فهي تعاني من نفس المشكلة أي اكتظاظ القبور وازدحامها لأن هذه المقابر مساحاتها صغيرة وهي لا تستوعب أعداد الموتى الذين يدفنون فيها.
بلدية الكرك قامت قبل بضع سنوات بانشاء مقبرتين جديدتين للمسلمين والمسيحيين شرق بلدة أدر وهاتان المقبرتان مجهزتان ومسورتان وبمساحات كبيرة حتى يتم الدفن فيهما، لكن مع الأسف قليل جدا هم الذين يدفنون أمواتهم في هاتين المقبرتين والسبب بالطبع أن المقابر القديمة قريبة جدا ويصل اليها الناس من دون أن يحتاجوا إلى سيارات.
المقابر القديمة تشكل الآن مكاره صحية ويجب اغلاقها بأسرع وقت ممكن والانتقال إلى المقابر الجديدة لكن هذا الاجراء يحتاج إلى قرار جريء من محافظ الكرك ومن رئيس البلدية وهذا القرار يتمثل في اغلاق جميع المقابر في مدينة الكرك وعدم السماح بدفن الموتى فيها تحت أي ظرف كان وكل من يحاول مخالفة هذا القرار يعرض نفسه للمسؤولية والمساءلة.
هذا القرار هو دون شك قرار صعب بعض الشيء لكن عندما تكون المصلحة العامة هي الهدف الأول والأخير فان أي قرار مهما كان صعبا يجب أن ينفذ وأن لا يكون هناك أي تهاون في تنفيذه.
المهندس محمد المعايطة رئيس بلدية الكرك يعرف تماما واقع المقابر هناك ويعرف أنها تشكل مكرهة صحية وقد تكون هناك ضغوط اجتماعية عليه لعدم اتخاذ مثل هذا القرار لكن مصلحة المدينة وسكانها أهم من اعتراضات البعض على اغلاق هذه المقابر.
وهنا يجب أن لا ننسى دور وزارة البيئة في هذه المسألة فهذه الوزارة يجب أن يكون لها دور لأن المقابر في مدينة الكرك تشكل مكرهة صحية وهي ليست خطوطا حمراء كما يعتقد البعض بل إن قرار إغلاق هذه المقابر يجب أن يتخذ بأسرع وقت ممكن لأن وجودها وتكرار دفن الموتى فيها سيكون له أثر بيئي سيئ على المدينة وعلى الناس.
إننا نضع الكرة في مرمى المهندس محمد المعايطة رئيس البلدية وفي مرمى محافظ الكرك ونتمنى أن يؤخذ هذا الموضوع بمنتهى الجدية والاهتمام وأن لا يمر هكذا مر الكرام لأن عددا كبيرا من مواطني الكرك اتصلوا بهذه الزاوية وطالبوا البلدية باغلاق المقابر خصوصا مقبرة النبي نوح التي تشكل بالفعل مكرهة صحية تؤرق السكان القريبين من هذه المقبرة وتؤثر على حياتهم وحياة أبنائهم.
مرة أخرى نقول، إن المقابر القديمة يجب أن تغلق وأن ينتقل الناس للدفن في المقابر الجديدة البعيدة عن الناس والعمران.
(الدستور)