الصين تهز أسواق المال ..د. ابراهيم سيف
03-03-2007 02:00 AM
قبل سنوات قال أحد المحللين الاميركيين معلقا على نمو الإقتصاد الصيني ، لا يعدو الأمر كونه زوبعة في فنجان ، ولن يزداد ثقل الإقتصاد الصيني في العالم بما يتجاوز جناح الفراشة في رده على البعض الذي كان يراهن على التنين القادم. وخلال الأسبوع الماضي قاد تراجع البورصة الصينية في شنغهاي بنسبة 8,8 في المائة البورصات العالمية ، جاء هذا خلافا لما كان سائدا حتى وقت قريب حيث أن البورصة الأميركية هي التي تشكل بوصلة الأسواق العالمية ، وكان تراجع وول ستريت يعني أن بورصات العالم ستتبعها ، أما تجربة الأسبوع الماضي فقد ذكرت العالم أن بورصة شنغهاي تجاوزت حجم جناح الفراشة وباتت الصين لاعبا عالميا في الإقتصاد العالمي الذي يزداد اعتماده عليها أكثر فأكثر مع مرور الوقت. وتأكد هذا في التعاملات اللاحقة لتراجع شنغهاي ، إذ ورغم تأكيدات رئيس الفيدرالي الأميركي على أن اساسيات الإقتصاد الأميركي سليمة حققت وول ستريت أسوأ خسائر في يوم واحد منذ شهر مارس (آذار) في العام ,2003 ولكن هل يعتبر هذا بداية تصحيح في الأسواق العالمية؟ الإجابة ليست واضحة ، فمنذ بداية العام والإقتصاد الأميركي لا يحقق مستويات النمو المتوقعة ، وتراجع الطلب الكلي على الكثير من السلع ، ولا زالت الأسواق تنتظر ما ستؤول اليه فقاعة الإسكان التي ستنعكس على الكثير من القطاعات. والأمر الذي كان واضحا الأسبوع الماضي أن الأسواق متوترة وجاهزة لموجة من التراجع على خلفية المؤشرات الإقتصادية غير المشجعة. وخلال العام الماضي نجح الإقتصاد العالمي بتجنب موجة تضخمية شديدة وبالتالي الركود بسبب ارتفاع اسعار الطاقة بفضل رخص الأيدي العاملة في كل من الهند والصين ، إلا أن ذلك الأثر يبدوانه إستنفد قدرته على كبح التضخم ، وبات هناك ضرورة لينعكس ذلك الوضع على أداء الأسواق العالمية. ومعلوم أن العدوى في الأسواق المالية تنتقل بسهولة ، سواء عبر الأطلسي الى اوروبا أو الى الأسواق المالية العربية التي تعتمد في الكثير من تعاملاتها على الإقتصاد الأميركي ، فهل سيطال تراجع شنغهاي البورصات العربية أيضا؟ على الأرجح نعم : فالأثر ينتقل بطرق مباشرة وغير مباشرة ، وبدلا من المؤشرات التقليدية التي إعتدنا عليها لبورصات لندن وطوكيو وول ستريت فإن المطلوب أيضا مراقبة مؤشر شنغهاي ، ويبدو أن محركات الإقتصاد العالمي تنتقل بعيدا عن مركزها التقليدي في نيويورك الى الشرق ، وهذه أحد سمات العولمة التي لا تعجب الأميركيين لأن ذلك يعني إعادة توزيع ادوار على المستوى السياسي لصالح المراكز الجديدة.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة