مثل أي دولة لدينا قضايا نتفق عليها وأخرى نختلف حولها وبينهما قضايا تحتاج إلى توضيح وتقديمها للناس حتى يمكن حسم مواقفهم ووعيهم تجاهها.
لكن المرحلة القلقة والصعبة تحتاج من عقل الدولة السعي لجمع الأردنيين - كل الأردنيين – على قضايا كبرى يمكن اعتبارها مرحليا قضية وطنية أردنية تجمعنا جميعاً، وتبني منهجية عمل حتى على مستوى المواطن العادي.
ما نتحدث عنه قضايا نتحدث عنها ويتداولها الأردنيون لكن واجب عقل الدولة وأهل الفكر فيها بناء القضية الوطنية الأردنية الجامعة وتركيز الجهود حولها، وهذا يعني مزيداً من الهدوء السياسي لكن مع رؤية جامعة لخدمة هذه القضية.
وإذا أجرينا تمريناً فكرياً لأهم العناوين التي يمكن أن تكون محوراً للمرحلة المقبلة نجد منها :-
1. الحفاظ على فكرة الدولة واستقرارها وقوتها في مواجهة كل التحديات التي حولنا أو التي تصل حدودنا وتجد التعامل الحازم من مؤسساتنا المعنية.
2. سؤال الهوية الوطنية الأردنية في مواجهة أي حلول مفترضة أو متوقعة للقضية الفلسطينية، وهذا السؤال هو الأهم للأردنيين، وهو الأجندة الرئيسة في عقل الأردني ويمكن استثمار هذه المكانة لتعزيز التماسك الوطني، وأيضاً استخدام حالة القلق والمخاوف الايجابية في مواجهة أي احتمالات لمس هذا المفصل الأردني من أي اقتراحات أو أفكار أو حلول.
3. وضع الأردنيين في كافة تفاصيل التحديات التي تواجه الدولة سياسياً وأمنياً، لأنه لا يمكن أن يؤدي كل طرف دوره دون إدراك لحجم التحدي، لكن هذا دون تهويل أو تهوين.
4. أن تتحدث الدولة من خلال مرجعياتها مع الأردنيين حديثاً شاملاً يؤكد على جوهر موقف الدولة من كل القضايا التي يتم الحديث فيها وتداولها، وحتى لو كان الموقف معلوم فإن الناس بحاجة إلى فهم للتفاصيل أو الموقف العام، وبخاصة أننا في مرحلة من السهل أن يتسرب التشكيك وتشيع تفسيرات غير دقيقة.
ندرك أن الدولة أدارت السنوات الأخيرة بمهارة، وأن هناك ملفات صعبة تم تجاوزها بحكمة وصمت، ونعلم أيضاً أنه ليس كل ما يعلم يقال، لكن صياغة قضية جامعة لكل الأردنيين، تجمعنا وفق رؤية واضحة وموقف معلوم جزء من تعزيز قدرة الدولة على إدارة القادم.
هنالك الملف الاقتصادي والإصلاح، لكن العناوين الرئيسة التي أشرت إليها ضاغطة سياسياً ومساحات التوافق حولها كبيرة جداً، والدولة التي تجتمع مع مواطنيها على قضية جامعة في المراحل الصعبة تزيد من أوراقها للصمود والإنجاز.
(الرأي)