اسرئيل اذ تنتصر على "الخوف" الأول .. و"الخوف" الثاني!
د. وليد خالد ابو دلبوح
19-01-2014 02:21 AM
أهمية الحاجز النفسي والوعي الفكري .... في تسوية النزاعات!
هناك عوامل عدة ساعدت على تحرك المبادرات الدبلوماسية بشكل متسارع اليوم .. نستنتج القليل منها .. ونجهل الكثير ... "سقوط" دمشق وبغداد والقاهرة عامل مهم ... ولكن ما قد يبدو أهم من هذه الاسباب قد تعود .. الى مدى تدني ثقافة ونضوج نظرة الشعوب تجاه نفسها من جهة .. والى كيفية نظرتها الى اولويات النزاع في المنطقه .. من جهة اخرى ... حيث ساعدت بشكل كبير الطرف الاميركي في استثمار هذا الضعف العام وحالة اللا ثقة في القادة اولا وفي انفسهم ثانيا ومؤخرا ... الى التحرك لتسوية/ تصفية القضية الفلسطينية!
ومن هنا نستطيع اقول ان أهم ما جاءت به انتكاسات الربيع العربي بعد انتكاسة 1967 االى ما يلي:
أ. انتقلت اسرائيل من مرحلة اللا خوف من القادة .. الى مرحلة ... اللا خوف من الشعوب!
ب. انتقال الشعوب من مرحلة ... فقدان الثقة في حكامها ... الى مرحلة فقدان الثقة في نفسها .. ومع نفسها!
تسوية القضية الفلسطينيه ... لماذا الان؟!
كانت اسرائيل تهاب بعض قادة العرب قبيل حرب 1967 وتبين انه كان هشا في 6 ايام .. ولكن بقي الخوف من الشعوب لعقود حتى جاء الربيع العربي لينهار حاجز الخوف الثاني ... فقدت الشعوب الأمل في قادتها بعد حرب النكسة 1967 ... واليوم هاهي تفقد الثقة في نفسها ومع نفسها بعد ما يسمى الربيع العربي .. وقد يكون هذا احد اسباب السعي "الجاد" وراء الولايات المتحدة لتسوية القضيه الفلسطينيه بأفضل طريقة ممكنه تحلو للاسرائيلين ... بعدما تبين ان التخوف "المبالغ" فيه للشعوب العربيه ... كان ضربا من الخيال وأصبح هباء منثورا!
ضربت القوميه العربيه طعنة ما بعدها طعنه بعد هزيمة 1967 ...حيث سقطت القدس وضاعت الضفة الغربية والجولان وغزة وسيناء في ايام .. بل في سويعات محدودة ... ومن هنا كانت لهذه الخسارة دوافع قويه لتنامي دور الاسلام السياسي ... و"الاسلام هو الحل" ... نتيجة صدمة وخيبة امل الشعوب في القوميه العربيه والحكومات العلمانية .... وتنامى بالطبع هذا الدور مع ... الثورة الايرانيه وقدوم الخميني لاحقا!!
الخاتمة: عامل الخوف يصنع السلام... فاذا سقط ... سقطنا والسلام!
كان جُل خوف اسرائيل من اتفاقيات السلام ... انها وقعت من القادة لا مع الشعوب ... وكان ايضا جُل خوفها من حلول الديموقراطيه في الدول العربيه ... خوفها من الشعوب اذا استلمت الحكم وزحفت الى القدس يوما ما!!
اليوم ... تعلم اسرائيل كما نعلم اننا كشعوب لا نخيف ... ليس صغر حجم عضلاتنا ... بل في أين نستخدمها!
الشعوب العربيه لا تخيف اسرائيل .. بل تخدمها ... وتخيف فقط نفسها ... لانها فشلت في التصالح مع حكامها اولا والاهم من ذلك تصالحها مع نفسها ثانية... حيث تبين أن من أحبط الربيع العربي هم الشعوب لا الحكام .. وتبين أيضا أن الخطابات والاهازيج والاغاني تبينت انها كرتونية مصطنعة .. وكأن الشعوب كانت تجيش عضلاتها ضد نفسها منذ عقود ... لا ضد عدوها الحقيقي في الشطر الغربي من الضفة ... فالنزاعات الطائفيه .. والدينيه ... والايدلوجيه ... طغت للأسف على الفكر العام للمواطن العربي ... فانهار حاجز "الخوف" الثاني من امام اسرائيل!
ومن هنا نقول, لا يمكن ان ننتصر ... لا يمكن أن نصنع سلام الشجعان ... مادامت قلوبنا لبعضنا البعض نكره ...الباطن أقوى وأصدق من الظاهر ... وعقولنا مشغولة في نبذ وقهر الاخر .. فاصبح الاجئ لا ضيف السوري اكبر همنا ... والفلسطيني اكبر غمنا .. وانشغلت الشعوب فيما بينها .. حقدا وكرها وفرقة... فأي انتصار نالته اسرائيل اليوم على طبق من ذهب ... اسمه الربيع العربي!!