جون كيري .. هل ينجح في حلب الثور الاسرائيلي
عودة عودة
18-01-2014 02:02 AM
منذ قيام اسرائيل العام 48 من القرن الماضي، وربما قبل ذلك بكثير وحتى الآن، يشعر المرء أنه يعيش مسرحاً عبثياً اسرائيلياً، فكل ما حدث في الماضي من هذا العبث الإسرائيلي نواجهه الآن وبنفس الطرائق والأساليب..في هذه الأيام العصيبة
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعلن صباح مساء وبالفم الملآن بأن لا عودة للاجئين.. ولا عودة لحدود الرابع من حزيران العام 67.. ولا وقف للإستيطان فهو حق لإسرائيل.. والقدس عاصمة أبدية للشعب اليهودي والغور حدود اسرائيل الشرقية.. وآخر لاءاته: أنه لا يؤمن بحل الدولتين وفق نائب وزير الدفاع الإسرائيلي.
و الغريب العجيب، أن كل هذه اللاءات الإسرائيلية جاءت بعد موافقات فلسطينية.. وعربية على تأجيل قضايا اللاجئين والقدس والحدود في مؤتمر مدريد.., ولا مانع أن تقوم الدولة الفلسطينية بموافقة اسرائيلية.. ولا بأس بتعديلات متبادلة على الحدود بين الدولة الفلسطينية المقبلة وإسرائيل وقد كانت هذه التعديلات على الحدود خطاً أحمر قبل نحو عشر سنوات من قبل منظمة التحرير الفلسطينية والجامعة العربية أيضاً.
و قبل 25 عاماً، وبالتحديد العام 88 من القرن الماضي أُعلن في اجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر قيام ( دولة فلسطين ) والذي اصطلح على تسميته ب ( إعلان الإستقلال ) واستندت هذه الدولة الفلسطينية الوليدة على أساس قراري 242 و338 والأرض مقابل السلام.. والأرض هنا (دولة فلسطين ) هي الضفة الغربية وقطاع غزة التي لا تشكل إلا 22% من فلسطين التاريخية..!!
و قبل نهاية العام قبل الماضي تكرر مشهد « إعلان الإستقلال الفلسطيني « نفسه لكن من نيويورك هذه المرة، فقد اعتبرت الجمعية العامة للأمم المتحدة فلسطين دولة مراقب وهذا يعني الإعتراف الفلسطيني بإسرائيل ضمن حدود العام 48.
و رغم مرور 25 عاماً على « إعلان الإستقلال الفلسطيني» في الجزائر.. ونحو عام على " إعلان نيويورك " ، فلم تعترف إسرائيل والولايات المتحدة بهذين الإعلانين حتى كتابة هذه السطور على الرغم من اعترافهما مرتين بإسرائيل وضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1948.
كما لم تعترف بالمبادرة العربية للسلام ،
و اذا عدنا الى الوراء أكثر وقبل قيام اسرائيل العام 48 فقد اعترف بعض الفلسطينيين.. والعرب أيضاً بقرار « تقسيم فلسطين « العام 1947 بين العرب واليهود الذي لم يعترف به قادة اسرائيل في تلك الأيام وحتى الآن
.
المهم..
كل ما جرى يؤكد أن اسرائيل تريد ابتلاع فلسطين كلها من البحر وحتى النهر ويزيد على ذلك نتنياهو بأنه سيبقى في الغور الى الأبد فأي غور يريد نتنياهو.. الغور الفلسطيني أم الغور الأردني أم كلاهما معاً..؟!
في العام 1956 طلب الرئيس الأمريكي ايزنهاور من الرئيس الاسرائيلي دافيد بن غوريون الانسحاب من غزة فورا وهذا ما حصل فقد استيقظ اهالي غزة وشوارعها فارغة من الاحتلال الاسرائيلي .. فهل يفعلها جون كيري ذو الوجه الشمعي بتنفيذ قرار الامم المتحدة 242 بالانسحاب من الاراضي المحتلة عام 1967 والقرار 194 لعام 1949 والقاضي بعودة اللاجئين والتعويض عليهم وفي أقرب وقت . فهل ينجح في حلب الثور الاسرائيلي ؟؟؟؟