نشرت مجلة «روتانا» الأسبوعية تحقيقا جريئا عن تورط شاب أردني بالانتقام من إحدى الفتيات من خلال حقنة ملوثة بالايدز ... أسرة تحرير المجلة قامت باختيار عنوان مثير ووضعته على غلاف المجلة "شاب أردني ينتقم من أنثى بحقنة إيدز" حيث جرى إذاعة هذا الخبر مرارا وتكرارا عبر قنوات روتانا الفضائية المتعددة ... مجلة روتانا التي ترفع شعار وهل يخفى الخبر وهذا الشعار شبيه بشعار قناة روتانا المرفوع «مش حتقدر تغمض عينيك» توزع نسخا عديدة في معظم العواصم العربية التي قرأت الخبر وتابعت تفاصيله المنشورة عبر مراسلة المجلة في عمان رولا منصور فماذا عن ردة الفعل أردنيا. وزارة الصحة أعلنت عن تشكيل لجنة تحقيق داخلية لمعرفة مصداقية التقرير وموضوعيته، وفيما إذا كان التقرير مشبوها مضخما هدفه الترويج الإعلامي والتشويق على حساب المصداقية والمهنية ... وبالفعل أمر الوزير الذي يبدو انه من متابعي روتانا القناة وروتانا المجلة وطلب بضرورة التحقق مما هو منشور وها هي اللجنة المشكلة من مختصين وخبراء تتدارس القضية المنشورة بكل شفافية وحيادية خصوصا وان موضوع التقرير يتعلق بقضية حساسة وخطيرة خاصة بالأمراض المعدية .. فكيف يحصل الشاب على حقنة ايدز؟! ومن أين وصلته، وكيف استخدمها في جريمة بحق فتاة بريئة لا ذنب ولا دخل لها؟! ولماذا وألف لماذا؟! تقرير مجلة روتانا يحمل خيارين لا ثالث لهما :الأول إما أن يكون التقرير مدسوسا مغرضا عاريا عن الصحة ولا علاقة له بالموضوعية وإما أن يكون صحيحا بمعنى أن حادثة الاعتداء والانتقام وعملية الحقن قد تمت دون معرفة احد من المسؤولين في الوزارة وهذا يشكل جريمة أخرى على غرار إن كنت تدري فهي مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة أعظم... على الوزارة والوزير شخصيا أن يتتبع ويتابع ويتحقق من هذه القضية تحديدا، ليطلع الجميع على تفاصيل نتائج ما توصلت إليه لجنة التحقيق فإما أن يؤكد ما جرى نشره ويعترف بغياب دور الوزارة عما يجري أو ينفي نفيا قاطعا ما جرى نشره ومقاضاة المجلة على نشرها تقارير مشبوهة تسيء لسمعة الطب والصحة في الأردن ... على الوزير الذي يغمض عينيه عن كل ما ينشر في صحفنا المحلية من تجاوزات واختلالات وتلاعبات وتحقيقات عما يدور في الوزارة ولكنه يفتح عينيه عما ينشر في الخارج أن يرفع شعار «مش حاقدر» أغمض عيني حتى الوصول إلى الحقيقة التي ضاعت بين روتانا ووزارة الصحة. وسيبقى وراء قضية حقنة الايدز يا وزارة "روتانا"!! ومش حنقدر نغمض عيوننا يا معالي الوزير حتى نعرف الحقيقة.