في دار العناية الانسانية للمسنيين
سليمان الطعاني
15-01-2014 03:30 AM
المسنّون. شمس أذنت بالمغيب ... لكن الفضاء الرحب مازال يتلون بحمرة شفقها شجرة تساقطت أوراقها ... لكن الأرض ما زالت تشهد بضرب الجذور في عمقها زهور قد حُنطت ... لكن عبيرها ما زال يفوح مع شمها ماضٍ ولى زمانه و انتهى أم ذاكرة الحاضر و أصله و نسبه.
تلمحهم، حاضرون بأجسادهم، ومع ألبوم الصور والذكريات تتنقل أعينهم، الفرح و الحزن عندهم لأبسط الأشياء التي قد لا تكلفنا جهداً إن قدمنا ما يسعدهم أو أحجمنا عما يؤلمهم ، كانوا يوماً لا يألون جهداً لبذلها يتمنون حياتنا و طول العمر لنا ، طلبة جامعة البترا أعضاء مبادرة لسّه فينا الخير بعث جديد لحياة جديدة" قاموا بزيارة الى دار العناية الإنسانية للمسنيين، في منطقة الفحيص، مسحوا الدمعة وواسوا النزلاء، لسان حالهم يقول: المسنّون بركة منازلنا وسبب الرحمة والألطاف الإلهية التي تتنزل علينا، أنفاسهم ونظرتهم ولمستهم حنان يُغرق الأبناء و أبناء الأبناء، تبقى ذكراهم وإن رحلوا في القلوب، كم نتمنى عودتهم وشمّ رائحتهم الجميلة والحنونة.
لمسات إنسانية، رسمها الطلبة، ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح، سطرها طلاب المبادرة الانسانية في هذه الدار، قدموا الطعام والشراب للنزلاء بكل سعادة وهم يرون البسمة ترتسم على شفاههم وهم يدعون لهم بالخير والفلاح.
منظر من أروع المناظر التي نُحبها في الحياة. فقط النظر إليهم وهم يبتسمون، يبعث السكينة في النفس والأمل في الحياة، هنيئاً لمن لديه إنسان يحمل تجاعيد الزمن، وغبار وقائع الدهر في وجهه، وثقل الحياة على كتفه، من لديه مُسنّ في عائلته, فليجعله يبتسم فحتماً لن ينسى منظر ابتسامته البريئة
العمل التطوعي بات سمة أساسية تدل على سمو جامعة البترا ورقيها وتفاعلها مع مجتمعها، ولا يزال من أهم العوامل المؤثرة في إعداد الطلبة، فهو يدخل ضمن تكوينهم خُلقياً ونفسياً واجتماعياً، كما يحفزهم على الانخراط في الأعمال الإنسانية، والإفادة من الطاقات الشبابية وتنميتها لخدمة المجتمع، كذلك يعزز من ثقافتهم الإيجابية المجتمعية داخل أسوار الجامعة وفصولها التعليمية التي تشيع المحبة والإخاء والتكافل والتلاحم بين الطلاب، كما يعدل العمل التطوعي سلوكياتهم، ويوجه طاقاتهم، وينمي روح العطاء لديهم .
لسّه فينا الخير .. بعث جديد لحياة جديدة" مبادرة العمل التطوعي في جامعة البترا، تسعى لتحقيق مفهوم التنمية الشاملة، وتفعيل مبدأ المسؤولية الاجتماعية، التي تضطلع به جامعة البترا نحو المجتمع المحلي، حيث تعمل على استقطاب المتطوعين من الجنسين، من طلبة الجامعة والأساتذة والإداريين، وتدريبهم وتأهيلهم، ليكونوا جاهزين لتنفيذ أية مهام إنسانية ومجتمعية، والاستفادة من الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة، وتسخيرها لخدمة الجامعة والمجتمع المحلي، وتعويد النشء على إنكار الذات، والتفاني في بذل العطاء دون مقابل مادي، خدمة لمجتمعهم، وتجسيدا لمعنى التكاتف وروح التعاون بينهم.