الإرادة هي القدرة على التحكم والسيطرة، وعدم الاستسلام لأفكار يعلم جيداً أنه لا يرغبها وأنها ضارة لا تفيده.
هناك من يتصور أنه الوحيد في هذا الكون، وأنه يتخيل أنه لا يمكن أن ينوب عنه أحد، وأنه يصفق لوحده، ويرى أنه العبقري الوحيد والباقي أغبياء وأنه ليس من البشر إنما من الشياطين.
لم تغلق الدنيا أبوابها أمام شخص واحد، الكفاءة والجدارة متاحة للجميع، والعجز أيضاً قد يصيب أي إنسان، إنها أرزاق والله مقسمها بالعدل والقسطاس، توجد ميزة في شخص غير متوفرة في شخص آخر، وقد تواني فرصة لشخص لا يستطيع استغلالها، أو استثمارها بينما يمكن لشخص آخر الاستفادة منها وقطف ثمارها.
هكذا الدنيا أرزاق، وإذا رضى كل منا بما رزقه الله عاش سعيداً هانئاً، أما إذا بقي يندب حظه، ويحقد على الآخرين لأنهم وصلوا إلى مكانة أعلى منه أو وضع مميز، فليعلم أن هذه الميزة ليست حملاً صافياً خالصاً بالتحقق بالكثير من لدغات النحل والدبابير والكثير من المطبات والهفوات وعرق الجبين.
الله لا يظلم أحداً وقد ينقص في شيء لحكمة يعلمها أو اختبار رباني وقد يزيد في ناحية لنفس السبب.
أما المحبطين هم وقود الحركات الجماهيرية المتشددة والتطرف هو الإرهاب وأهم صفة لديهم الشك وسوء النية وتتحول إفرازات العقل المحبط المكونة أساساً من الخوف وسوء النية، إلى حافز يجعل من المحبطين مجموعاً واحداً متماسكاً، فالشك واحد من هذه الإفرازات ويمكن له، بدوره، أن يكون عامل توحيد.
وهؤلاء الأشخاص يعيشون حياة فارغة تفتقر إلى الثقة بالنفس ويبدون استعداداً للطاعة أكثر من الأناس العاديين.
ليس فينا من لا يخطئ بصرف النظر عن قدر الاخطاء ما دامت كلها أخطاء في تقدير المواقف التي قد يختلف فيها الناس والرجوع عن الخطأ فضيلة حيث الكمال لله وحده .
لكن الأصرارعلى فعل الخطأ هو خطأ كبير بحد ذاته لا يمكن به ايصال المرء لغايته وتحقيق ذاته.
بارادته يقوم الانسان بكتابة الشعر ويؤلف الموسيقى ويعزفها,ويرسم اللوحات وينحت التماثيل ويبني العمارات ويشق الطرق ولكنه يمثل ويغني ويتمرد ويثور ويضحك ويعمل ,يفعل اشياء كثيرة لايستطيع فعلها داخل انظمة الحياة اليومية الرتيبة ,يقوم بالابداع ولا يكمل ابداعه الا بمشاركة الاخرين له فيه وبالابداع يتقد م وبالابداع يكون حرا وبالحرية يكون اكثر ابداعا وانسانية وبالقمع والكبت والظلم يكون اكثر تخلفا وبالابداع ينتج الانسان كل ما هو جديد ومفيد كي يصبح اكثر حرية وسعادة ولكن هذا كله لايتم الا اذا كانت ارادته قوية.
أما افضل شئ هو معرفة النفس وافضل انسان هو الذي يعترف بعيوبه ,فالانسان يرى صورته في مراة الاخر وهي ليست صورة مراة تقوم على التطابق بل قد تكون صورة ذهنية من صنع الأنسان ,فالوقائع الجزئية قادرة على تكوين صورة كلية , وبعد تكوينها لا تحتاج الى مزيد من الجزئيات .
الأخطاء ليست جرائم بل هي أحكام تنقصها الحكمة وتحتاج لكثير من التبصر والمراجعة.
الأخطاء هي تقدير موقف وتقدير المواقف بطرق شتى طبقا لاختلاف الأهداف والأيديولوجيات.
تكشف مراجعات الأخطاء عن القدرة على النقد الذاتي وتحليل اسباب الوقوع بها والعودة عنها وعدم الاصرار عليها وهذه تحتاج لارادة.
حتى تكون ارادة الأنسان قوية يجب ان يفكر تفكيرا عقلانيا ويكون شجاعا في تعبيره عن ذاته بكل صدق وصراحة,حيث العقل العربي هو المسؤول عن التأخر التاريخي الذي تعانيه الأمة وهو مفتاح الدولة في الأقتصاد والاخلاق والسياسة,فلا بد من التغيير لتطوير الأمة والنهوض بها.
لهذا على الإنسان أن يكون قوياً ذا ارادة قوية لا يقبل أية فكرة لا يرغب بها أو يشعر بأنه مجبر عليها ولا يشغل نفسه بها، ويبعدها وينشغل فقط ويفكر في الأمور الإيجابية المفيدة له ولمستقبله وخير وسيلة لأحكام السيطرة هي التركيز، والتركيز على أمور جيدة ومنطقية لتوصله لبر الأمان والاطمئنان.
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم