عذرا بان كي مون .. شارون سفاح
جهاد المنسي
15-01-2014 02:39 AM
مات جزار صبرا وشاتيلا، من دون المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية؛ مات السفاح أرئيل شارون من دون أن تمتد يد العدالة الدولية لإسرائيل وتطول سفاح العصر لمحاكمته.
القصة ليست في موت السفاح، وإنما في تصريحات خرجت من أشخاص من المفترض أنهم يمثلون العدالة الدولية، ويحرصون على السير بها للأمام، أبرزهم أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، الذي يشيد فيها بالسفاح.
ويبدو أن الأمين العام اعتقد أن الذاكرة قصيرة، وأن "الزهايمر" أصابنا، إلى الحد الذي ننسى فيه ماذا فعل شارون في لبنان، وعدد الجرائم التي اقترفها بحق أطفال وشيوخ ونساء، ولم يتأن قليلا، أو يرف له جفن وهو يصف شارون بأنه "شجاع ومخلص لعملية السلام".
إن كان بان كي مون تناسى صبرا وشاتيلا، ويعتقد أننا نسينا، فإنه واهم، ولا يستطيع أن يقرأ التاريخ بشكل جيد؛ فالشعوب لا تنسى جلادا أوغل فيها قتلا وتذبيحا من دون رحمة، ودنس مقدساتها.
مهما قال حكام العالم عن شارون، وحاولوا تغيير ما كتبه التاريخ عنه، فإن شعوب العالم أجمع لن تنسى مجازره في صبرا وشاتيلا، وفي غزة وبيروت وغيرها، ولن يكون بمقدور صحف العالم، مهما ابتعدت عن مهنيتها وحياديتها، أن تكذب وتواصل الكذب بحق شخص قتل ما يقرب من 3000 طفل وامرأة دفعة واحدة، خلال 48 ساعة في صبرا وشاتيلا.
كعادتها، فإن صحف الغرب، وتحديدا صحف الولايات المتحدة الأميركية، تحيد عن المهنية عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، وتذهب لتصوير القاتل والسفاح وكأنه "حمامة سلام".
فصحيفة "نيويورك تايمز" نشرت مقالات مختلفة زوّرت فيها الحقائق، إذ ذهب جل كتابها إلى اعتبار شارون "رجل سلام"، وأن "السلام كان قادما لولا مرض شارون"!
ولم تكن "نيويورك تايمز" الوحيدة، فالـ"سي. إن. إن"، و"بي. بي. سي"، و"واشنطن بوست"، عندما جاءت على خبر وفاة السفاح، لم تتطرق إطلاقا إلى أنه كان مطلوبا من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وأنه مجرم حرب أوغل قتلا بالأطفال، ولم تعرض تلك المحطات والصحف سجل شارون العدواني.
لم يتحدث أولئك عن أن شارون كان متطرفاً، وكان أبا الاستيطان، وتسبب في اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، وتمسك بمواقف متشددة من عملية السلام.
وشارون، إضافة لما يضمه سجله الإجرامي في صبرا وشاتيلا، هو من نفذ مذبحة قبية في العام 1953، وراح ضحيتها 69 فلسطينيا، وهدم 41 منزلا. ونفذ مجزرة في قطاع غزة في العام 1970، وقام بقمع انتفاضة الأقصى بوحشية، وأعاد احتلال الضفة الغربية في العام 2002. وهو عراب ما يعرف حاليا بالسور الواقي، وهو الذي نفذ حصارا ضد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ونفذ خلالها جرائم بحق المدنيين خاصة في جنين. وهو من وضع حجر الأساس لسياسة الاغتيالات التي طالت عدداً من القياديين الفلسطينيين، منهم الشهيد أبو علي مصطفى والشيخ أحمد ياسين.
وخلال فترة رئاسته لحكومة الاحتلال في الفترة الممتدة من العام 2001 ولغاية العام 2006، قام بارتكاب جرائم في مخيم رفح في الأعوام 2001، و2002، و2003، وهدم آلاف المنازل الواقعة على الشريط الحدودي، وقتل المئات من الفلسطينيين، ونفذ عملية عسكرية ضد مخيمات رفح تحت مسمى قوس قزح، امتدت من 12-24 أيار (مايو) 2004، حيث استشهد 58 فلسطينيا، منهم 12 طفلا، وأصيب 200 فلسطيني نصفهم من الأطفال، وهدم 532 منزلا، منها 261 منزلاً تؤوي 7000 إنسان.
هذا هو السفاح شارون، فعن أي سلام يتحدث الأمين العام للأمم المتحدة في مسيرة الرجل؟ عذرا بان كي مون، ما نزال نعتبر شارون سفاحا وجزارا، وليس رجل سلام.
(الغد)