تفاجأت كما تفاجأ الجميع بخبر استيلاء عناصر من القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس على قافلة المساعدات الاردنية ، حاولت أن أقلّب الموضوع في رأسي ذات اليمين و ذات الشمال لعلي أجد تفسيرا منطقيا لهذا الذي حدث ، أو على الاقل أن يكون قريبا من المنطق بشكل أو بآخر ، و لكن لا يبدو أن هناك ما يبرر هذا التصرف المؤسف بأي شكل ،
قلت في نفسي لعل الامر صدر عن بعض الاشخاص بشكل فردي و دون علم القيادات الحمساوية ، تابعت نشرات الاخبار لعلي اسمع اعتذارا من قيادات حماس عن هذا الذي حصل ، و لكن يبدو أن الامر ليس تصرفا فرديا على الاطلاق ،
لا أدري حقيقة ما ( الحكمة ) من هذا التصرف ، و الذي جاء في وقت أحوج ما تكون فيه حماس الى الدعم السياسي العربي ،
و لا زلت الى الآن أفكر بما حققته حماس من مكاسب مادية أو معنوية بهذا التصرف !
للاسف ، مرة بعد مرة تثبت حركاتنا الاسلامية انها بعيدة كل البعد عن العمل السياسي ، و لا تملك أي تصورات أو خطط أو استراتيجيات ، و ان كل تصرفاتها ما هي الا عبارة عن ردود أفعال غير مدروسة تنطلق بشكل عشوائي ، و لا تُعطي في معظم الاحيان الا نتائج سلبية ،
و كلما نقول اننا تقدمنا خطوة نحو الامام تُعيدنا تلك التصرفات العشوائية ألف خطوة الى الوراء .
يُفترض بأي حركة تتخذ من ( الاسلام ) شعارا لها أن تكون على قدر و مستوى ما تتضمنه هذه الكلمة من مسؤولية و التزام ،
لقد فقدت حماس بهذا التصرف الكثير من أسهمها عند الذين كانوا يتعاطفون معها ، و لا أظن أن أهل غزة هم المستفيدون من هذا التصرف أولا و أخيرا ،
لقد أضرهذا التصرف بشعب غزة بأكمله ، و زاد من شدة الحصار و العزلة المفروضة عليه ،
أتمنى أن تراجع قيادات حماس تصرفاتها مرة أخرى ، و أن تتحلى بحس المسؤولية و الالتزام ، و أن تكسب العرب جميعا الى صفها إذا كانت تهتم بفلسطين و شعب فلسطين .
yousco1@yahoo.com