( بدوية ) في ( وول ستريت ) ؟!
ممدوح ابودلهوم
14-01-2014 02:30 AM
بينما يهرب (بعض) الرجال – حتى لا أقول (كل) الرجال ، وأعني بهم الرماح النواهل من قومي (قوم بني يعرب) ، فيتوقفوا عن ضرب إسرائيل وقد بدأوا يلقون بشعبها في البحر (!) فيتوجهون نحوي غاضبين غضب بني تميم ، والذين قال فيهم الشاعر (إذا غضبت عليك بنو تميم / حسبت الناس كلهمو غضابا) !، لذلك (أخاف وأستحي) فأعيد باللون الفسفوري على حروف جملتي ، لكن (أدلل) كلمة (بعض) أكثر بأن أضعها بين أقواس وأرسم تحتها ثلاثة خطوط !
أقول .. بينما يهرب (بعض) الرجال ، من مواجهة مسؤولياتهم اليومية ومشاكلهم الحياتية ، وينزوون لتسطير أُطروحاتهم في حقول التثبيط و ميادين التيئيس .. بغير وسيطة وعلى الصعد كافة ، يخوض البعض الآخر حروبهم الدونكيشوتية ، بين نرجسية أنويّة تارة وبالونية تضخميّة تارة أخرى ، مع طواحين الهواء هوناً وبينهم وبين أنفسهم هوناً آخر !
أما على الطرف الآخر (النُصْ الناعم) ، تقضي بعض السيدات نصف العمر في مقارعة (النُصْ الخشن) ، حول مسألة (القوامة) ويقضين نصف العمر الثاني ، في حجاج ومحاججة حول إشكالية (الجنسوية) !
وبكلمة فيصل .. بينما يلعن القوم رجالاً ونساءً الظلام صباحَ مساءَ ، تتقدم سيدة مدهشة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان دفيئة وصفات رائعة ، فتحمل حقيبتها الناعمة بيد وبالأخرى دفاترها العلمية ، وتتحسس طموحاتها الكبيرة تحت فروة رأسها ، وتيمم .. من ثم وجهها شطر الغرب .. إلى الولايات المتحدة .. تحديداً ، لكي تدرس (عزيزة الهِبري) – الأستاذة الدكتورة .. فيما بعد – الفلسفة ، فتنال فيها الماجستير والدكتوراة .. على التوالي .. وبتفوق ، ولم تنسَ يوماً إسلامها فتدرس الشريعة ثم القانون ، الذي تنال فيه درجة الدكتوراة في تخصص الشركات ، ولم تنسَ يوماً هدفها فتعمل في أل( وول ستريت ) وهو أكبر بيوتات المال والأعمال في العالم ، وتصبح من مستشاريه القانونيين الكبار !
إلى ذلك .. لم تنسَ يوماً قيمها أيضاً ، غير أنها تترك هذا المنصب الرفيع ، ليس هرباً من ميدان الرجال والمال و الأعمال ، والذي وضعت على دفاتر يومياته التشريعية بصماتها الواضحة ، بل لتوفير سويعات لغرس بذور التربية والقيم الإسلامية ، في أعطاف أطفالها .. في المقام الأول ، حيث كان يأخذ المنصب النيويوركي منها جلَّ وقتها ، وأيضاً لكي تتفرغ للبحث والكتابة والعمل العام والتدريس في الجامعة ، وهي بالإضافة إلى ذلك كله ، ترأسُ جمعية (كرامة) في ولاية (فرجينيا) الأميركية ، وهي جمعية سوسيولوجية الأهداف تُعنى بالدفاع عن حقوق العرب المسلمين الاجتماعية والسياسية في الولايات المتحدة .
أما عن بعض نشاطات هذه الجمعية (الهامة) ، فقد تحدثت عنها ، ومن على شاشة إحدى القنوات الفضائية ، رئيستها (أ.د. عزيزة الهِبري) ، والتي تعمل كما أشرنا آنفاً أستاذة للقانون والتشريع الإسلامي في الجامعات الأميركية ، حيث خاضتْ في كثير وقليل مما يصعب حصره في هذه المساحة المتواضعة ، حسبي الإشارة إلى مَلحظ في غاية الأهمية ، وهو حول لهجة الحوار مع الغرب بأسلوب حضاري ، يعتمد على المعرفة بتاريخ (الآخر) في المقام الأول ، وعلى أساس أن المسلمين في الولايات المتحدة ليسوا ضيوفاً عليها ، بل هم من المؤسسين وهو ما سنُفصل له إن تراخت السوانح في مقبل الأيام .
قصاراي ..هاهُنا ، التنويه بدفاع الدكتورة الهبري ، عن محجبة عربية من ولاية فرجينيا ، فُصلت من عملها كميكانيكية في إحدى شركات الطيران الأميركية ، فقط لأنها كانت ترتدي حجاباً ، ليس ذلك فقط بل وبجهود الدكتورة الهبري ، أُعيدت إلى عملها مع الاعتذار ، وأيضاً الترتيب مع الكونغرس الأميركي لإلقاء محاضرة عن هذه الواقعة الإنسانية .
و بعد .. ختاماً ، و لأن (نجمي خفيف) ، فسأترك وضع الفقرة الأخيرة و تفقيط نقطة الختام للقراء الأعزاء ، إذ كنت سأدعو الرجال قبل النساء قي بلدي الحبيب ، أن يتمثلوا بهذا الذي تقوم به هذه السيدة الرائعة ، لولا خوفي ليس فقط من الرجال و قد ( جعلت كلامي خفيفاً عليهم) في مفتتح المقالة !، لكن أيضاً من النساء أي شقائق الرجال و اللاتي يعلم الله وحده غضبهن المضري ( و الله لا يوّريك ) !، من هنا جاء رجائي للقراء الكرام آنفاً إذ ذلك منجاتي و إنقاذ حياتي و .. ( بيني و بينكو : لا تجيبوا سيرة ) ! ، إذ أنني أطالب مع النجم المصري حسين فهمي .. لكن بهمس طبعاً .. بأن ( يا رجال العالم اتحدوا ) !!!