شايش النعيمي : الفنان لا يموت جوعا .. والتلفزيون الأردني مقصر اتجاهنا
09-02-2008 02:00 AM
***الفضائيات سلاح ذو حدين وما يعرض لا يمت لهويتنا
***نحن بحاجة الى صاحب قرار في مؤسسة التلفزيون
***الدراما الأردنية تضاهي الدراما العربية ولا تقل عنهاعمون - ذكريات حرب
يحترم عمله كثيرا... لا يتهاون في تاريخه الفني، أو يساوم على إرثه الدرامي لإلتزامه برسالة الفن السامية التي لا تشوبها شائبة، ورغبته في تقديم أدوار تحفظها ذاكرة المشاهد.
دخل الفنان شايش النعيمي الساحة الفنية هاويا في فرقة بسيطة، وسرعان شق طريقه في الدراما الأردنية بأدوار جميلة مثل:" الصقر وأوهام ساعة والطواحين والغريب والمحراث والبور ووجه الزمان..". غاب عن الكاميرا خمس سنوات رغم عشقه الكبير لها احتراما لجمهوره، ولإيمانه أن الفنان مرآة وطنه وعاد بقامته الفنية وأداء متقن في "وضحا وابن عجلان".
عن الدراما الأردنية وانجازاتها في 2007 بعد أزمات عديدة مرت فيها، والفنان الأردني والشركات الخاصة... كان حوارنا مع الفنان "شايش النعيمي" ..
* الدراما الأردنية في 2007 حققت تواجدا فنيا مميزا في خارطة الدراما، وحصلت على ثناء وجوائز عديدة مما يجعلنا متفائلين
- الدراما الأردنية عادت الى مكانها الطبيعي اذا تذكرنا انجازاتها في السبعينيات والثمانينيات، واستثنينا بدايات التسعينيات التي رمت بظلالها على الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدرامية في الأردن. الدراما الأردنية تضاهي الدراما العربية ولا تقل عنها. وما نقدمه يدل على حرفيتنا ووعينا الفني . لذا علينا أن نقدم أعمالا ذات جودة ونبتعد عن الكم، لأن ما نراه الآن في الأعمال المصرية والسورية والخليجية التكرار والملل وهبوط بعضها بسبب الكم، ومؤخرا دخلت الدراما الخليجية الدائرة نفسها، وأصبحت تكرر نفسها. نحن بحاجة الى عمل مصوغ بشكل جميل يحترم عقلية المشاهد، امكانياتنا لا بأس بها على المستوى الفني والتقني. والعمل البدوي الذي ننتمي اليه بحكم طبيعتنا وبداوتنا يجعلنا في مكانة خاصة، فلا أحد ينافسنا في المسلسل البدوي خاصة أن الجمهور العربي يعشق هذه الأعمال، والدليل أن "نمر بن عدوان" و "وضحا وابن عجلان" حققا نجاحا متميزا في خارطة الأعمال العربية.
الفضائيات سلاح ذو حدين
* هل تعتقد أن الفضائيات شرعت الأبواب للشركات الخاصة والانتاج الكمي ولا تأبه للجودة بقدر الكم؟
- الفضائيات سلاح ذو حدين، للأسف، ما يعرض فيها لا يمت للهوية العربية بشيء، والمشكلة أن هذه الثقافة أصبحت مكرسة للجيل القادم. لذا علينا أن لا نقع في دائرة الملل والتكرار والتشويه والكم الكبير.العمل الجيد يفرض نفسه، والمشاهد يبحث عن عمل جيد، فهو يقلب المحطات بحثا عما يشاهده، واذا عثر على عمل يحمل رسالة جادة لا يتردد في متابعته، واذا لم يجد يضطر أن يتابع الموجود. وهذا يؤكد مغلوطة "الجمهور عايز كده". هنا يأتي دور الفنان ومسؤوليته تجاه بيئته ومجتمعه. يبحث ويناقش ويقدم عملا مميزا لمحبيه وجمهوره. واذا فشل فهذه مسؤوليته.
الفنان مسؤول عن تاريخه الفني
* هل تلوم الفنان اذا فشل العمل وهناك المخرج والمنتج والمؤلف؟
- أولا، المنتج يبحث عن الربح المادي، لأنه يتعامل مع العمل بعقلية التاجر. أما الفنان، فهو يحمل رسالة سامية وارثا تاريخيا يجب أن لا يفرط به على الإطلاق. لقد رفضت الكثير من الأعمال التي عرضت علي، وحُرمت من الوقوف أمام الكاميرا خمس سنوات رغم عشقي لها احتراما لجمهوري الذي ينتظر مني دورا جيدا. ولا أخفيك أنني بحثت عن عمل آخر لأسترزق منه، حتى عُرض علي المشاركة في "وضحا وابن عجلان" وتم التعاون بيني والمركز العربي بما يليق بالطرفين. هناك فنانون رفضوا أن يهينوا تاريخهم. لا أحد يموت من الجوع. الفنان هو المسؤول الأول والمباشر أمام محبيه، وفشل العمل يقع على كاهله. نحن في الدراما لا نبحث عن المخرج او المؤلف بل على البطل الذي يطل علينا. وهذا أيضا نجده في "هوليوود" ، الفنان هو من يُحاسَب على نجاح العمل من عدمه.
الدراما الأردنية بحاجة الى كوادر كثيرة
* أما زال أمام الدراما الأردنية الكثير لتتألق كما كانت؟
- دعيني اقول: أزمة الدراما بدأت في منتصف الثمانينيات عندما ظهرت أعمال هابطة المستوى، ويعود السبب لبعض الشركات الخاصة التي كانت تبحث عن الربح المادي بغض النظر عن العمل الذي كان هشا وسطحيا، مما أساء الى الدراما الأردنية، ومع ازمة الخليج انكفأت الدراما ولم تعد موجودة في الدراما العربية.
في المرحلة الحالية نستطيع القول أنها تجاوزت بعض الأمور، وأنا متفائل بالحالة العامة. لكن هناك بعض الأمور التي مازلنا نعاني منها، على سبيل المثال؛ تفتقر الساحة الفنية لكوادر فنية وتقنية المتمثلة في التصوير والموسيقى والاضاءة والمؤثرات الخارجية وغيرها، لا سيما كتاب السيناريو. نحن نملك امكانيات متواضعة من الفنانين والفنانات والفنيين، فمثلا، تجدين الابطال أنفسهم والكتاب والمخرجين في أكثر من عمل في وقت واحد. كيف نستطيع الوقوف أمام الانتاج الكبير في الدراما العربية بعددنا القليل، مصر على سبيل المثال تنتج ما يقارب ستين عملا بكوادر مختلفة وكذلك الدراما السورية، لكننا في الدراما الأردنية الكوادر نفسها. وهي مشكلة حقيقية نعاني منها. اضافة الى أزمة التصوير التي غالبا تبدأ قبل شهرين أو ثلاثة من سباق الدراما في شهر رمضان، نجد أنفسنا لاهثين في التصوير، مما يسبب لنا تعبا شديدا وجهدا كبيرا، على سبيل المثال؛ صورنا الحلقات الأخيرة لمسلسل "وضحا وابن عجلان" على الهواء لضيق الوقت.
العمل الجيد يحتاج الى جهد أفضل وكتابة جيدة وأداء على مهل لنعطي للعمل حقه وليس مجرد عمل للعرض دون الخوض في تفاصيله.
* وما دور التلفزيون الأردني الذي يعد الواجهة الاعلامية لنا؟
- قد يكون مقصرا في بعض الأمور. نحن بحاجة الى صاحب قرار ومسؤولية كبيرة حتى يكون أسوة بالتلفزيونات العربية الأخرى التي تتحمل انتاج بعض الأعمال الكبيرة.
* طالما لا نملك الامكانيات الوفيرة في الفنيين والفنانين. لماذا نعيد أعمالا حققت نجاحا واسع الانتشار ابان عرضها ونبتعد عن القضايا المعاصرة.
- هذه ليست مشكلة، كما أنني لست مع أو ضد اعادة الأعمال الناجحة التي انتجت في تلك الفترة بامكانيات متواضعة، فإعادتها أمر لا بأس به، نحن بحاحة الى دماء جديدة وقضايا جديدة تطرح للنقاش فيها والتعبير عنها. نحن بلد يغلب عليه الطابع الريفي، والدراما الاردنية قدمت أعمالا ناجحة في هذا الاطار واعتقد أننا نستطيع أن نتميز في هذا الاطاربالذات. والتنوع مطلوب في ظل الأعمال التي تقدم.
* مارأيك في ظاهرة الأعمال العربية ومشاركة الفنان الأردني فيها؟
- لست ضد مشاركة الفنان الأردني بشرط أن يحتفظ بمكانته الفنية، لأنه يمتلك قدرة عالية في الأداء. وعليه أن يتذكر ذلك جيدا قبل أن يشارك في عمل ما.
وجه الزمان
* كيف ترى العلاقة بين الأدب والدراما؟
- في حال توفر نص جيد، يكون هناك عمل درامي حقيقي يعيش طويلا في ذاكرة المشاهدين،العمل الفني يرصد البيئة الحقيقية. وخير دليل على ذلك نص "وجه الزمان" الذي له خصوصية عالية، لأنه رصد التفاصيل الرائعة في العلاقة بين الشعبين الأردني والفلسطيني قبل نكبة 48 بأفراحهم وأحزانهم والعلاقة الانسانية بينهما مغلفة بقيم رائعة مثل الكرم والصدق والمحبة والتعاون واكرام الضيف والشجاعة واغاثة الملهوف. أعتز كثيرا بدوري في هذا العمل الملحمي الذي عرض في 1993. لذا نحن بحاجة الى كتاب سيناريو يقتحمون العوالم الانسانية لنقدم أعمالا درامية مميزة، خصوصية العمل الريفي بحاجة الى من يلتفت اليه وفيه الكثير من القضايا الاجتماعية التي بحاجة الى التحدث فيها ومعالجتها. كما أن العلاقة بين الأدب والفن تكاملية. ففي الأردن روائيون حققوا انجازات عالية جدا وحصلوا على جوائز عربية ودولية، فلماذا لا يتم تحويل أعمالهم الى دراما أردنية كما حدث في بعض الروايات. مثل "سلطانة" لغالب هلسا و"شجرة الفهود" للروائية سميحة خريس.
المسرح
* تجربتك في المسرح طويلة. حدثنا عنها.
- كتبت أربع مسرحيات؛ "العباءة" وأخذتها وزارة الثقافة في موسم المسرحي السابق. و "مطرود ونساءهن والأمورات" وهي مسرحية سياسية. و "تيس خليف يدخل السيرك الدولي" وهي سياسية كوميدية وعرضت باسم "الطريق الى جواتيمالا" لكننا توقفنا عن عرضها بسبب الأحداث السياسية في المنطقة العربية. وأول مسرحية سياسية قدمتها مع جبريل الشيخ في 1988 بعنوان "قحطان والبعير" وعرضت في كثير من الدول العربية.
* ماذا عن أعمالك القادمة؟
- لا أحب التحدث عن أعمال مازالت مشاريع فقط. هناك سيناريوهات عُرضت علي ومازلت أنظر فيها ولم أعط موافقتي بعد.لكنني أقوم باعداد السيناريو لرواية هاني أبو النعيم "أشطيو" .
العرب اليوم