facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




المبادرات المجتمعية طريق تغيير العالم


صالح سليم الحموري
13-01-2014 12:26 PM

اطلعت قبل فترة من الزمن على قيام إحدى الشركات الاردنية بتبني مبادرة مجتمعية بعنوان "مبادرة ذكرى" لفترة من الزمن، المبادرة لديها أهداف واضحة، وتعمل ضمن خطط عمل نظمة، ويشرف عليها مجموعة من الشباب الواعد، وحديثاً اثار اهتمامي التصاعد الكبير الذي نشهده هذه الأيام في عملية انشاء وتبني المبادرات المجتمعية من قبل الشباب على الصعيد المحلي والعربي والدولي.

تقوم هذه المبادرات على خدمة المجتمعات والبيئة، وعمادها الأخلاق اولاً، بغية التصدي لمجموعة من التحديات والمشاكل التي تواجه العالم، ومنها، المبادرات البيئية والتي تعنى في التغير المناخي والتلوث البئي والبحث عن وسائل للطاقة النظيفة، والمبادرات المجتمعية التي تعنى بالفقر والجوع، والامراض، والمشاكل الاجتماعية، وتدني مستوى التعليم، والبطالة، والعنف، وعدم الامان، والفساد،..... وغيرها من المشاكل.

وتأتي هذه المبادرات استجابةً لنشوء موجة اخلاقية جديدة في المجتمعات العالمية، موجة تبنى على الاخلاق ومساعدة الغير، وتنبذ العنف، يديرها أناس يستمتعون بلذة العطاء، والاقتناع بأن المجتمعات يجب ان تنظم نفسها وان لا تبقى نستجدي المؤسسات الحكومية في تقديم مجموعة من الخدمات والتي من مقدور المجتمعات على القيام بها، وان نترك الحكومات للعب دور اكبر من ذلك وان يكون دورها تشريعي وتنظيمي.

وتأتي هذه الموجة الأخلاقية كنتيجة لإداراك العالم للمشاكل المشتركة التي تواجهه، حيث أدركت منظمات العالم أن عليها أن تتكاتف جميعاً للتصدي لها، سواءً كانت حكومات، أو قطاع خاص، أو منظمات مجتمع مدني.

وفي علم ادارة منظمات الأعمال (الحكومية، والخاصة ومنظمات المجتمع المدني) بدأت تظهر هذه الموجة بشكل بارز لتحقيق الاستدامة، تطبيقاً لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار". حيث باتت المنظمات تتحمل المسؤولية المجتمعية بأبعادها الاقتصادية والبيئية والمجتمعية، وأصبحت المؤسسات المسؤولية المجتمعية وفقاً للاحصائيات جاذبة للكفاءات، حيث بات الموظفون يفضلون الانضمام إلى تلك المؤسسات بدلاً من تلك غير المسؤولة، ليساهموا بدورهم في عملية التنمية المستدامة، ويشعر بأنه جزءاً من عملية التغيير نحو الافضل، دون انتظار العائد المادي، بل يجد سعادته في العطاء والمشاركة في تحقيق النجاح المستدام.

وتفعيلاً لهذا السياق، فإن على الحكومات استغلال الطاقة الإيجابية الموجودة لدى الشباب الايجابيين ومحبي التغيير نحو الافضل وان لا تستهين بأفكارهم، ودعمها، وتطوير أنظمتها لتحقيق التنمية المستدامة، "في عام 2013 دربت في مجموعة ومن واجب هذه الحكومات ان تقوم بتطوير استراتيجيتها بهدف اعطاء الغطاء القانوني وتزويد المعنيين بالدراسات والامكانيات.

كما يقع على عاتق القطاع الخاص مسؤولية كبيرة من حيث دعم المبادرات المجتمعية والاستثمار بها وتبنيها، يقوم الدكتور محمد يونس صاحب مبادرة بنك الفقراء "صحيح أن تحقيق الأرباح أمر رائع لكن مساعدة الناس وتغيير حياتهم إلى الأفضل هو شيء أروع بكثير. فلنسخر أساليب العمل والتجارة هذه من أجل وضع حد للفقر والبطالة والتدهور البيئي وغيرها من المشاكل الاجتماعية، لنجعل أجيال المستقبل لا تدري بهذه المشاكل، إلا ما قد تقرأه في كتب التاريخ" إذ يتحلى القطاع الخاص بالكفاءة المالية والخبرة في إدارة المشاريع ومن واجبه الاخلاقي الاستثمار بهذه المبادرات ودعمها بالإمكانيات وليس شرطاً ان تكون مادياً فالقطاع الخاص لدية الكثير من الامكانيات، مثل الخبرة في ادارة المشاريع بالاضافة إلى الامكانات اللوجستية، والموظفين المحبين للتطوع.

وأخيرا،،، كما قال الكاتب الاستراتيجي مايكل بورتر" أعتقد إذا كان بإمكاننا جعل الشركات ان ترى نفسها بشكل مختلف، وان هدفها ليس الربح فقط بل التعاون والمساعدة في التحديات المجتمعية والبيئية، وإذا كان بإمكاننا جعل المتعاملين معها يرون الشركات بشكل مختلف، ويدعمونها للمحافظة على النمو الاقتصادي حتى تتمكن من دعم التقدم المجتمعي والمحافظة على البيئة، فإننا نستطيع تغيير العالم.

صدقوني ، أنا لا افكر خارج الصندوق، بل أفكر بداخله.

*خبير في المسؤولية المجتمعية للمؤسسات

Hammouri67@Gmail.com





  • 1 فوزات السمامعه 13-01-2014 | 02:30 PM

    مقال اكثر من رائع لان فيه بيان لدور المؤسسات الحكوميه والقطاع الخاص في تحمل المسؤوليه المجتمعيه والتي تعكس انتماء هذه المؤسسات للمجتمع المحلي وبالتالي فان على افراد المجتمع ان يساهموا في تحمل المسؤوليه من خلال التعامل مع المؤسسات التي تقدم هذه الخدمه حتى لو أظيفت التكلفه الماليه على السلع التي يقدموها (نحو مجتمع افظل وبالتالي عالم افظل)

  • 2 محمد طاهر 13-01-2014 | 02:41 PM

    مقال جميل لمستقبل مشرق بإذن الله تعالى

  • 3 سوزان 13-01-2014 | 02:43 PM

    شكراً لك يا دكتور على هذه الكلمات الرائعة

  • 4 جابر أبو هزيم 13-01-2014 | 02:44 PM

    رائع يا دكتور صالح ، كم أتمنى أن تتبنى الحكومات هذه الروح

  • 5 أميرة 13-01-2014 | 02:45 PM

    صح لسانك يا حامل لواءالمسؤولية المجتمعية في الوطن العربي

  • 6 وليد أبو تايه 13-01-2014 | 03:01 PM

    أتمنى أن توجد جهة تتبنى المبادرات وتنظمها

  • 7 منى 13-01-2014 | 03:36 PM

    لقد تشرفت أن أكون إحدى المتدربات في احد برامجك الرائعة خلال العام الماضي
    شكراً لك يا استاذي على جهودك ورسالتك الجميلة

  • 8 شيخة محمدي 13-01-2014 | 04:41 PM

    كلمات رائعة وقدوة جميلة

  • 9 مريانا مراد 13-01-2014 | 06:49 PM

    كل الاحترام لشخصك القدير يا د. صالح ، وارجو أن أعرف متى موعد دورتك القادمة في المسؤولية الاجتماعية لأتمكن من حضورها .

  • 10 ديما بركات 13-01-2014 | 06:52 PM

    ما اسم الكتاب يا استاذي الذي اشرت إليه

  • 11 علي الحموري 13-01-2014 | 07:10 PM

    لابد من الشراكة مع القطاع الحكومي والخاص ولابد ان يقوم القطاع الخاص بواجبه لكن يجب على الحكومات التواصل مع القطاع الخاص في ابتكار وسائل لخدمة المجتمع وعدم استخدام الاسلوب التقليدي وهو التبرع النقدي

  • 12 علي الحموري 13-01-2014 | 07:10 PM

    لابد من الشراكة مع القطاع الحكومي والخاص ولابد ان يقوم القطاع الخاص بواجبه لكن يجب على الحكومات التواصل مع القطاع الخاص في ابتكار وسائل لخدمة المجتمع وعدم استخدام الاسلوب التقليدي وهو التبرع النقدي

  • 13 علي المجالي 13-01-2014 | 11:37 PM

    مقال جميل وأفكار رائعة مليئة بالأمل

  • 14 دكتور عماد سعد 14-01-2014 | 01:03 AM

    متميز يا دكتور صالح... صاحب رؤية عميقة وايجابية
    أنت أستاذ ... سملت وبوركت يداك بما كتبت

  • 15 عصام بابكر 14-01-2014 | 02:28 AM

    مقال رائع ونسعد فى سوداتل فى السودان بتبنينا لكثير من المبادرات المجتمعية


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :