عمون - فارس الجميل - عززت اللقاءات السياسية التي عقدت في لبنان خلال الساعات الماضية اجواء التفاؤل بامكان تشكيل حكومة جديدة قريبا بعد تفاهم اولي على حكومة من اربعة وعشرين وزيرا تعتمد فيها المداورة الشاملة في تسلم الحقائب الوزارية.

ودخل النقاش في شأن كل تفاصيل الحكومة ودورها خصوصا في النقطة الابرز وهي رفض فريق الرابع عشر من آذار ان يتضمن البيان الوزاري للحكومة العتيدة " ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة ( والمقصود بالعبارة الاخيرة حزب الله ) والتي اعطت الحزب غطاء رسميا على مدى كل الحكومات اللبنانية الماضية.

ويبدو حتى الان ان حزب الله وحلفاءه يرفضون اعطاء اي جواب مسبق على النقاط التي يطالب بها تيار المستقبل وحلفاؤه، ولم يوافقوا الا على بند تشكيل حكومة من اربعة وعشرين وزيرا موزعين بالتساوي بين الاطراف السياسية كافة ولا يعطى فيها اي فريق حق الفيتو على اي قرار من خلال ما يسمى بـ" الثلث المعطل في عدد الوزراء" . ومن المتوقع ان يعقد اليوم لقاء بين رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ورئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة. قالت عنه اوساط "المستقبل" لمراسل ( بترا) في بيروت بأنه" لقاء اساسي لاننا ننتظر اجوبة نهائية وواضحة عن الأسئلة التي طرحناها حول تشكيل الحكومة" .

وكان عقد امس لقاء في السياق ذاته بين بري والنائب وليد جنبلاط، وينتظر ان يعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع موقفه النهائي من الحكومة اليوم ايضا. اما الموقف الغامض حتى الساعة فهو موقف العماد ميشال عون الذي اكتفى بالقول قبل مغادرته الى الفاتيكان " لم أبدِ حتى الآن أي رأيٍ في ما يخصّ تأليف الحكومة، لأن لا شيء واضحا حتى هذه اللحظة إلا مسألة عدد الوزراء".

وبدا الرئيس نبيه بري خلال لقائه مساء امس مجموعة من الصحافيين في مقر اقامته متحفظا عن الخوض في تفاصيل الاتصالات، لكنه قال ان أجواء المشاورات والاتصالات الجارية جيدة وان الرئيس سعد الحريري يساهم في تذليل العقبات التي تعترض المساعي التي تُبذل لتشكيل الحكومة الجامعة. وردا على سؤال حول المهلة التي حددها الرئيس اللبناني حتى العشرين من الشهر الحالي لتأليف الحكومة، أجاب" أعتقد أن هذه مهلة للإسراع في تشكيل الحكومة على قاعدة أن خير البر عاجله".