أهي خطبة الجمعة ؟ ايهاب الدهيسات
13-01-2014 12:05 AM
ما عدت أذهب لصلاة الجمعة, اذ لم يعد ذلك يثير الشك بانعدام الفائدة فقط وانما يترك أثرا بالغ الخطورة في النفس, هنا في عمان خطب فينا شيخ يحمل شهادة الدكتوراة ! وقضى أكثر من نصف ساعة يصرخ فينا "من أكل درهم ربا فكأنما زنا بأمه ثلاثين زنية" .
الجميع متورط بأقساط والتزامات لا حصر لها ولا دخل فيها للأم المثقلة بالحزن والألم والمرض, لا شيء يشبه الأم الا الوطن ولو أنه استعان بالوطن كمثال لكان خيرا لنا, فظاهرة الاعتداء على الوطن منتشرة و"التحرش" به يحدث بشكل رسمي من المواطن والمسؤول على حد سواء, فهنا يرتقي المتعدي منابر الخطب ويحتل عناوين ومانشيتات الصحف كشهيد حي على ساحة الوطن ....
في احدى المحافظات حيث المسلمين والمسيحيين عائلة واحدة منذ مئات السنين وجدت نفسي (..) الخطيب بدلا من التأمين لدعواته, فقد قال "اللهم العن النصارى", وقلت لماذا النصارى ؟ وهم الذين لم يلعنوا أحدا من حولهم في مواعظ الأحد من كل اسبوع, وهم ملتزمون بافعالهم واقوالهم , وحتى لو لم يكونوا كذلك فلا يحق لاحد أن يلعن الناس من على منبر الرسول الذي يحتفي العالم بمولده العظيم.
يقول ماركيز "أنا لا أؤمن بالرب ولكن أخاف منه" وهؤلاء الرادكاليون يؤمنون بالرب ولكن لا يخافونه, فينسبون للرسول الكريم أحاديث الطعن واللعن وهو الذي على خلق عظيم, يريدون أن يمزقوا ما رسمه النبي الأمي من خطوط يصف فيها الحياة بالأمل, يعلموا أن الناس محاصرون بالذنب فيقذفوهم باللعن والطعن ليبعثروا فيهم اي بذرة للاصلاح والخلاص, شعورهم بعدم الأهمية يحملهم على امتطاء قيمة الدين العظيمة فاستطاعوا ترحيل المجتمعات من حالة الأمل وسلام الروح الى مرحلة اليأس والفوضى والقتل, حتى أصبح المجتمع يائس من رحمة الله أو مثلهم تماما "يؤمن بالله ولا يخشاه", وهؤلاء يجب ان لا يكونوا بيننا وهم يطعنوا ويلعنوا ويدعون أنهم يخرجونا من الظلمات الى النور ثم يهددونا بحلق لحاهم