يكتب : البخيت يشكك وجودة يؤكد وعباس يطمئن والله وحده يعلم
13-01-2014 12:00 AM
احدثت زيارات كيري المتوالية الى المنطقة حراكا خجولا على الساحة الاردنية. فمن جانب اعلن رهط من النواب الذين يظنون ان من واجبهم ان يقولوا شىء كلما جاء ذكر القضية موقفا او شبه موقف على هيئة اعتراض مش معروف لمين وعلى اي موضوع. فلا حقائق على الارض..ولا احد سألهم....ولا شيء واضح من حكومة بلادهم غير تصريحات وزير الخارجية المخضرم جدا"حسب الاعراف الاردنية الجديدة".
على الجانب الاخر قال الدكتور معروف البخيت رئيس الوزراء الاسبق في محاضرة له بأنه يخشى من ان تتعرض مصالح الاردن للخطر اذا ما غاب الاردن عن المفاوضات...واصدقكم القول انني لا اعرف ما هي مصالح الاردن في ذلك ليس لأن الاردن ليس له مصلحة بل لأن لا شيء له تعريف واضح ومحدد في الاردن حتى اليوم. وكثير من الذين يتباكون على مصالح الاردن لا يعرفون غير عناوين ليس لها مضامين محددة. نتحدث عن حق العودة اوالتعويض....والحدود..والقدس والولاية الدينية ...وقضايا متصلة كالمياة وغيرها.
ماذا يريد الاردن هل يريد ان يعيد المهاجرين الذين لجأوا للاردن عام 1948 وهم اردنيون اقحاح بنوا البلاد مع بقية المواطنين وتوالدوا، وفي حقيقة الامر ان غالبيتهم اصبحوا اثرا بعد عين. اذا كان الامر كذلك فما هي اللغة المتفق عليها لخدمة الهدف الذي نسعى لتحقيقه...هل سنقول للاسرائيليين بأننا نريد حق العودة لبعض وزرائنا الذين يشكلون وفدنا التفاوضي ام اننا نريد اعادة التجار الذين اسسوا البنوك التجارية وشركات السيارات الكبرى
هل يمكن ان تكون المسألة مسألة املاك وتعويض....وهل التعويض للدولة ام للاسر؟ وهل سيكون التعويض عن الاملاك؟ ام انه عن الضرر والاذى والاعتداء الذي وقع على هذا الشعب؟ وهل هناك نظرية تخلو من الخطابة والشعارات يستند عليها الحق العربي.
كل ما سمعناه خلال عشرات السنين هو اننا نرفض ونرفض ونرفض....دون ان نقدم تصورا مقنعا لحل الصراع ياخذ بعين الاعتبار واقع الامة واطماع خصومها واهمية تغيير قواعد اللعبة بما يتناسب مع روح العصر وادواتة الجديده.
بكل اسف ومع تعاطف البشرية معنا (باستثناء القوى التي تسيرها اليهودية العالمية) فقد استعضنا عن المنطق بالخطابة وعن الفعل في الكثير من القول......فمن جهة ظهر جناح السلام الذي يشكر الله ان الممولين راضون عن ادائه و يشهدون له بحسن السيرة والسلوك ويمولون رحلاته ومؤتمراته الصحفية وغيرها من الانشطة التي الهت الشعوب في لعبة اصبحت عارية من كل غطاء....ومن جانب اخر يريد البعض ان يحرر كامل الارض بتكثيف دعواتهم واطالة لحاهم وعلو تكبيراتهم واطالة مدى القصف لصواريخهم التي تتهاوى ولا تجدي الا في انها تدعو في كل مرة الاعداء لموجة جديدة من القتل والتدمير وتجديد المعاناة وتعميق القنوط لالاف الاسر التي اتعبها اللجوء والتهجير.
لا يوجد لدينا خطاب موحد....وكثير من مصالح الانظمة العربية مرهونة لارادة الدول الغربية
وصناع القرار في عالمنا العربي لديهم رؤى قد لاتتوافق مع رؤى الشارع العربي...في هذا الجزء من العالم لغتان احدهما عقلانية واقعية عملية يستخدمونها في السرايا والثانية خطابية ارضائية غوغائية يستخدمونها في مخاطبة العوام ...والبيانات الصحفية.
القضية الفلسطينية اعقد من ان يتم حسمها في اسبوع او اثنين ولا حتى في جيل او اثنين. جون كيري يريد ان يترك اثرا ....يطمح في ان يجد له مكانا في كتب التاريخ الرجل طموح ..فقد اوشك ان يكون رئيسا للولايات المتحدة عام 2004 لولا اصوات بعض الولايات المتأرجحة...ياتى الى المنطقة اليوم ليعرض افكار...ونتانياهو يرحب بهذا الضجيج الذي يوفر له الغطاء لفعل مايريد....والفلسطينيون سيعطون مبررا لشعبهم ليقبل باستمرارهم على اعتبار انهم يحاولون .
الحقيقة المرة ان القضية لا يوجد فيها غير لاعب واحد....اما البقية فهم يتجادلون خارج الملعب ويحاولون ان يخمنوا ما الذي يمكن ان يحدث .......ما يقوله الاسرائيليون سينفذه الامريكان ..او يوفرون غطاء للتنفيذ....
بعض الاصوات العربية التي تظهر هنا وهناك.....في زمان الصمت "على رأي محمد عبده" لتقول احنا معنيين.....هناك فرق ان تكون معني بحكم الوظيفه او تكون معني بحكم الموقف المتجذر والاهتمام العميق ووجود قاعدة تتحدث باسمها....الاردنيون نواب.. و احزاب وسياسيون لا يعرفون شيء عن ما يدور....وملايين الفلسطينين ...اوضاعهم معلقة ....ولا احد يعطي اجابة......معظم التصريحات....لا تقدم ..ولا تؤخر...لكنها يمكن ان تكون وسيلة ليذكرنا اصحابها بأنهم يعرفون ...ليتهم يعرفون...ويقولون لنا ما يعرفون....لأن من حقنا ان نعرف لوين رايحين......لكنني اظن...ومع ان بعض الظن اثم ...ان لا احد يعرف شىء...فكل ما يظهر لهم ولنا ...هو دخان...ولا احد قادر على تحديد حجم ورقعة النار غير الذي اشعلها. الروابدة والبخيت ابناء بلد غيورين....لكن المسألة اعمق من ذلك بكثير.....ومن يتفحص تاريخ القضية يجد ان هناك هدف استراتيجي واحد هو تهويد كل فلسطين....وما يحدث هي تكتيكات هدفها اشغال الاصدقاء والخصوم في الامل والتخمين حتي يبتلع الكيان الصهيوني ما تم قضمه من اراضي....وإلغاء ما قرروا إلغائه من ملامح الهوية....ولخلق حقائق جديدة على الارض تجعل الحل اكثر تعقيدا.......واللاعبين في غاية السعادة لأن ذلك يمنحهم حق احتكار الاطلاع والافتاء والمناورة والتصريح....وغيرها وغيرها.
الامة بحاجة الى تحديد اهدافها بواقعية....قبل ان يحتم جدلها السفسطائي حول اعداد الملائكة الذين يمكن ان يكونوا على رأس الابرة....لقد كان ذلك مقبولا قبل ان يأتي لنا العالم بقواعد المنطق.