عندما يكون "ضيف الله" جونز ... "نشمي" من الطراز الرفيع!
السفير جونز يتألق اليوم ... بين الناس ... ومن مختلف شرائحهم ... وفي كل مكان .. نراه في شمال البلاد وجنوبه ... يصافح الجموع ... و"يخترق القلوب" ... وكأنه مرشح نيابي على مستوى الوطن ... نراه في المؤسسات .. في المطاعم ... في مضاربنا يتوسط المشايخ والشيوخ .. وفي مزارعنا مع المزارع ... مع الطبقه العليا ... والسفلى ... والدنيا ... مبتسم ... واثق الخطوة يمشي "اردنيا" ... لا يعرف الكذب ... انه "مرشح الوطن" .. انه "حبيب الكل"!!
ها هو نراه اليوم ... يدق كؤوس أصحاب "الموالاة" ... و يشرب قهوة كثير من رموز المعارضه .. وشباب الحراك ... يأكل المنسف ... ويلبس العباءه ... ويدبك مع .. وبين الناس ... يصافح الجميع ... "يحب" الجميع .. و"الجميع" يحبه .. انه "أقرب" الينا من حبل الوريد .. انه "حبيب الكل" ... بلا منازع!!!
العم النسور والعم جونز ... أيهما أقرب الينا؟!
هذا في قلعته في الدوار الرابع ...يجلس وحيدا ... ويمد اليد السفلى ... ويأخذ مافي الجيب ... والاخر ينزل الشارع ... يجالس الناس ... ويبدك مع العامة ... ويمد يده العليا ... ويطعم الجيب ... أيهما أولى لرئاسة الوزراء ؟!!
المواطن الأردني لا يستطيع وصول النسور ... ولم يستطع في كل مطالبه أن يؤثر في أي قرار ... ولم يستطع تحقيق أي مطلب واحد من مطالبه ... ولكن لابد تستشهد "نور" ... وتراق الدماء ... حتى يستجيب النسور اخيرا لمطلب الشارع الوحيد منذ توليه منصبه ... ليعيد النظر في التوقيت الشتوي ..
للأسف ما يسعى اليه النسور منذ توليه الرئاسة ... هو ارضاء "الكتل" النيابيه ... لا الأصوات الجماهيريه ... للبقاء في مقعده .... وهذا كل ما يهمه ... ويسوق لنا سياسة ... "كل هذا من أجل الوطن"!
اما في "حبيب الكل" جونز ... فالمواطن اليوم يعرف جونز أكثر مما يعرف النسور .... وما يدهشني أكثر ... يكمن عند لقاء السفير الأميركي الموطنين اليوم... يتهافت عليه الجميع صفا صفا ... وتصطف الكاميرات قبل الرجال لمصافحته والتقطت الصور... ويسألونه ويطلبون دعمه في كل كبيرة وصغيرة عندنا ... وفي جميع جوانب الحياة ... وفي جميع القطاعات .. من التربيه حتى الصحة والرياضه ... وكأنه رئيس وزرائنا بالفعل! يسألونه عن التعليم .. والتعليم العالي ... والصحة ... والوظائف ... فرص العمل ... ولقمة العيش ... وفي السلام ... وفي الطقس .. وفي الحرب!!
جونز ... وسياسة ... “People diplomacy”/ Public diplomacy
دبلوماسية غير تقليدية برزت اهميتها في السيتينات من القرن المنصرم واخذت تتعاظم بعد انتهاء الحرب الباردة ... ليس تجاة الحكومات ... ولكن دبلوماسية تجاه الناس ايضا .. دبلوماسية للتأثير على المواطنين ولجعل الناس يحبوك ويحبون القيم التي تحملها وبالتالي والاهم تقبل الشعوب للسياسات التي تصبو اليها هذه الدول ... تكمن أهميه دبلوماسية الناس او دبلوماسية العامة ... والتي تصب جوهريا في الاطار العام للأمن القومي للدول العظمى ... فالدبلوماسية هنا ليس مع اطراف الحكومه عندنا ... كونها مضمونه تحصيل حاصل مع العم سام ... ولكن هذه الدبلوماسية مع الناس .. استقطاب مشاعرهم واحاسيهم تجاه الدولة المانحه ... تكون من خلال عدة وسائل ومنهاالاعلام ... وتكون موجه تجاة الشعوب وممثلي قطاع الخاص ... على المستويين المهني والشعبي ... اذا ما نجحت هذه الدبلوماسية تكون .. "فتاكه" .. كون تأثيرها يدوم أطول وأقوى .. لأنها تأتي من الناس وعامة .. ومن هنا تكمن أهميتها!
في الوقت الذي يروج فيه "الحل النهائي" .. وتسوية القضيه الفلسطينيه ... وتسوية قضايا هامه ... القدس والمستوطنات ... والاجئين وغيرها من الملفات ... يتحرك السفير بين الناس .. و "يرش" الاموال هنا وهناك .. ويدبك مع الجميع ... ويطعم الفم .. حتى يسكت القلب والضمير ... على سياسات الخارجيه لهذه الدول ... وقد تكون هذه المره على حساب ... الاردن وفلسطين معا!!
الخاتمة: الرئيس القادم ... الأقرب الى الشعب!
الفرق الوحيد بين جونز والنسور ... ليس المال .. ولكن الصدق ... يكثر النسور من "القسم" ... ويحلف كثيرا ... ويعزف على المستقبل لينصفه كبطل أردني ... وصفي اخر للأردن ... جونز لا يحلف ولا يعرف القسم ... سوى القسم الاميركي .... وفوق هذا وذاك ... يصدق مع الاردنيين! ففي الصدق ... تبين ... مطلب الجماهير!!
ومن هنا كنّا نتمنى زيارة النسور لنيلسون مانديلا وهو حي... قبل ان يموت! ما الفائده من زيارة النسور الى مانديلا وهو ممدد؟؟ ... كنا نتمنى ان يلتقيه وهو واقف ... على قدميه ... ويسمعه كلام في العزيمة ... وفي اعلى مراتب الثبات على المواقف ... والمبادئ التي يتبناها الانسان ... لا نريد جونز ... ولا نريد النسور ... نريد شيء من هذا وشئ من ذاك ... نريده اردني مثل الأول .. وصادق وقريب منا ... مثل الثاني .. فاهلا بك رئيس وزراءنا .. الجندي القادم المجهول!