قل لي ماذا تلبس وكيف تبدو، أقل لك لأي تيار أو توجه تميل أنت.
الملابس شفرات، وكذلك المظهر العام، والمفردات المستخدمة في الكلام، بل وحتى طريقة نطق الحروف.
شيء من هذا «عفوي» نتاج إعجاب بهذا الشخص أو تلك الجماعة، وشيء منه، وهو الأكثر، غير عفوي.
ملابس النساء وطريقة تغطية وجوههن وشعورهن وأجسادهن، تأتي في مقدمة المظاهر المعبرة في هذا السياق، كما عمائم وجلابيب الرجال.
هذه الأيام قرأت عن دراسة أميركية تناولت الزي المفضل للنساء لدى المستطلعين في بلدان مسلمة كبرى.
الدراسة، كما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أعدها معهد البحوث الاجتماعية في جامعة ميشيغان الأميركية، بالاشتراك مع مركز بيو للدراسات، شملت مواطني سبع دول إسلامية: السعودية وتونس ومصر والعراق ولبنان وباكستان وتركيا. وحددت الملابس التالية للسؤال: البرقع على الطريقة الأفغانية. النقاب على الطريقة الخليجية. التشادور على الطريقة الإيرانية، الخمار وهو غطاء يقارب – بتنوع – ما تلبسه النساء في الأرياف الإسلامية. ثم السفور على الطريقة الغربية.
إليكم بعض النتائج:
63% من السعوديين يفضلون للنساء النقاب.11% البرقع الأفغاني. 10% الحجاب مع كشف الوجه. 3% للسفور بلا غطاء رأس.
مصر: 13% حجاب. 9% نقاب. 1% برقع. 4% سفور. التشادور الإيراني 20%. أما باكستان فـ 8% حجاب. 32% نقاب. 4% برقع. 2% سفور. التشادور 31%. وفي تركيا كانت النسبة: 17% حجاب. 2% نقاب. صفر% برقع. 32% سفور. وأخيرا في تونس: 23% حجاب. 2% نقاب. 1% برقع. 15% سفور.
أرقام فيها مؤشرات مهمة حول تحولات المزاج الاجتماعي، نجد فيها مظاهر لعمل سياسي يجري تحت الأرض. كما نجد فيها مفاجآت مثل: تَساوي – تقريبا - أنصار البرقع الأفغاني مع كشف الوجه في السعودية، وأيضا تَجاوز المقتنعين بالسفور سعوديا نظراءهم في باكستان بدرجة. أي أن الأمور على الأرض ليست كما نراها ظاهرا. على الأرض ثمة شيء يحصل بعيدا عن الضجيج.
في المعطيات السابقة أيضا ملاحظة حول «فوضى» اللباس في مصر، حيث «التشادور» الإيراني يحوز نسبة كبيرة، مع العباءة الخليجية، كما أنواع الحجاب البسيطة والزاهية، من حجاب ناشطات الإخوان إلى حجاب سيدات (غاردن سيتي) وبينهن برقع أو شادور نساء إمبابة وشبرا.
الملابس رسائل، وتوحيد الزي من مهام جماعات التوجيه الشمولي، ويكفي التأمل في كيفية انتشار التشادور، بعد قيام جمهورية الملالي الخمينية، داخل إيران، أو في لبنان. وفي لبنان الأمر أوضح في الغرض السياسي، حيث كان هناك توجيه ومتابعة من حزب الله لمحلات بيع الحجاب والتشادور لنساء حزب الله، حرصا على توحيد الزي، كما ذكر الصحافي اللبناني حازم الأمين في مناسبة سابقة.
ما تراه في الشارع من ملابس وسحن، وتسمعه من مفردات ونغمات، مؤشر لما لا تراه عيناك..
(الشرق الأوسط)