اقترح على الحكومة تسمية هذا العام بعام الكوسا، ونصبح أسوة بالصين التي تطلق أسماء الحيوانات على سنواتها الصينية فنصبح مثلهم نسمي أعوامنا بخضارنا ونطلقها على كل سنة من سنواتنا العجاف، فهذا العام عام الكوسا وبعدها عام الخيار وعام البصل وربما تحن علينا الحكومة بتسمية عام الديزل والكاز والغاز ولا اظنها قادرة على تسمية سنة باسم عام الحليب. فالكوسا أيتها الحكومة صارت من المستحيلات وصار المواطن الأردني يحتاج الى معجزة لكي يستطيع حشو كيلو واحد من الكوسا باللحم المجفف وطبخها بعد ان وصل سعر الكيلو الواحد الى دينارين.
وبما ان الأمم المتحدة أعلنت رسميا هذه السنة عاما للبطاطا بتوصية من منظمة الأغذية والزراعة وذلك لتوفير الأمن الغذائي ولمكافحة الجوع والفقر وسوء التغذية والتهديدات التي تتعرض لها البيئة كما يقول بيان المنظمة الدولية، وبما ان أكثر من 40% من طلبة الأردن جياع فان إعلان هذه السنة بسنة الكوسا بدل البطاطا سيبهج المزارعين الكبار وتجار السوق المركزي وبالتالي يبهج أكثر ما يبهج الحكومة التي عملت وبجهد وبشكل متواصل من اجل تخفيض سعر خبز الحمام ويبهج الشعب الذي سيعود لحفر الكوسا وحشوها ولو كذبا.
وسيشهد عام الكوسا قيام الجامعات بعقد المؤتمرات العلمية التي تبحث بفوائد الكوسا وتعقد الحكومة خلوة بالبحر الميت وتقيم مؤتمرا دوليا عن مآثر الكوسا تدعو إليه كتابها ومستشاريها وستكتب الصحف عن خطة الحكومة للسنوات العجاف القادمة على الشعب وتخصيص عام الكوسا ويوصي المؤتمر بتسميتها بطعام الفقراء وقد يتكرموا علينا أكثر من ذلك فيطلقوا على الكوسا لقب فاكهة الفقراء.
وتقوم الفضائيات بعقد الندوات تستضيف فيها كبار المزارعين في الأغوار وربما تعين كامل نصيرات كبيرا لمقدمي برامج الكوسا كونه غوراني ويفهم بالكوسا اكثر من أي واحد اخر، وقد تصدر تعليمات لتكون الكوسا الشعار الرسمي للبلديات والأسواق المركزية والحسبة وتعويذة البطولات الرياضية والمعارض الفنية.
الأسعار بارتفاع مستمر وعدد الجياع بازدياد كبير، والطبقة الوسطى اختفت بمثلث برمودا النفطي والعمال بانتظار الأول من أيار لكي يحتفلوا بجوعهم وطلبة المدارس يتعلموا سبل مكافحة الجوع والبرد في مدارس مليئة بالكمبيوترات المعطلة والتدفئة المفقودة الا في غرفة المدير وازدياد ظاهرة الأطفال اللقطاء بالحاويات وامام المساجد وعلى الجسور المنهارة، والجاي اعظم واشد..
والله يستر
royaalbassam@yahoo.com