ماذا يفعل كيري فـي المنطقة ؟
د. بسام العموش
12-01-2014 03:10 AM
العقل الأمريكي يعبد الوقت والإنجاز ، ولهذا لا يمكن أن يكون اهتمام وزير الخارجية الأمريكي بحل القضية الفلسطينية وإحلال السلام بين العرب وإسرائيل مجرد تسلية أو دعاية للإدارة الأمريكية ولا يمكن أن تكون سفرات كيري من أجل المياومات وشم الهواء ، فهواء منطقتنا مليء برائحة البارود ولا مجال للحديث عن النقاء .
يبدو أن الإدارة الأمريكية قد وصلت إلى شيء بالاتفاق مع إسرائيل ، فربما استوت الطبخة ونضجت فالوضع العربي في غاية السوء ولم تعد هناك أنظمة تقاتل عبر “ صوت العرب “ ولم يبق مجال للكذاب أحمد سعيد ولا للقاهر والظافر وكل دولة من دول العرب مشغولة بأمراضها وأوجاعها ، ولعل ما جرى في السودان من انقسام أكبر بلد عربي دون أن تخرج مظاهرة واحدة تندد بذلك الانشطار أو تعتبر البشير قد خرب السودان وتسبب في قسمتها ، كل ذلك دليل على أن الجسم العربي جثة هامدة مخدرة ما عاد يؤثر فيها أي حدث حتى لو كان انهيار المسجد الأقصى أو تقسيمه حيث سينفعل الناس حينها ثم يعودون أدراجهم للبحث في لقمة العيش وكيفية تسديد الفواتير ومواجهة الضنك الاقتصادي ، وقد يكون من لوازم الترتيبات فتاوى من مشايخ يقدمون فقه الواقع ويحدثون الناس عن الأحكام السلطانية التي ذكرها الماوردي وغيره في مجال الطاعة والالتزام ، بل سيكون من المناسب علاج المسألة بأحاديث الفتن وأن الساعة قد اقتربت وبالتالي لابد من ترك حطام الدنيا والالتفات للجنة ونعيمها فالدنيا آخر زمن !!!!!.
قد يكون كثير من المبررات السياسية حقيقياً ولكن الأمر يتطلب مصارحة الناس ومكاشفتهم وليس مفاجأتهم وبخاصة نحن في الأردن حيث أننا بالأمس قد تحدثنا عن الشفافية ، وعليه فلنبين لشعبنا المتعلم ما هو قادم حتى لا نكون أمام مفاجآت لا ندري عواقبها وبخاصة فيما يتعلق بالأقصى لأننا قبل وقت غير بعيد تحدثنا عن ( الوصاية ) كما ان التركيبة السكانية وشكلها الجديد وفقاً لتعديل قانون الجوازات تحتاج إلى تجلية ناهيك عن موضوع العلاقة بالسلطة الفلسطينية وحالة الانقسام الفلسطيني .
(الدستور)