"القلق من اللقلقه و القلقله"
د.محمود أحمد ذويب
11-01-2014 05:50 PM
في ضوء ثورات الربيع الصهيوني ، و في ضوء الحديث عن حلول كيري ، و في ضوء المخاوف من أعادة تشكيل دول المنطقه العربيه و خصوصاً المشرق العربي، و في ضوء الانحلال المستمر لدولة العراق و دولة سوريا و دولة مصر ، فأن من حق الجميع أن يقلقوا كلٍ على ما يهمه و يعنيه ..
في الاردن من حق الجميع أن يقلق ، الشرق أردنيون ، الغرب أردنيون ، أصحاب الامتيازات و طبقة النخبه ، النظام ، و لكن أكثر من يجب أن يقلق هم الفقراء و العوام من كل الاصول ، هنالك مجموعه من الحقائق على الجميع أن يدركها:
1. لا الأردنيون ولا الفلسطينيون قادرون على أن يمنعوا أي مشروع جديد بما في ذلك النظام الأردني و السلطه الفلسطينيه، أما عن حق العودة فعليكم أن تعيدوا قراءة أنجيل الثوره لغسان كنفاني " عائد الى حيفا"
2. إن من بدأ هذا الأمر سوف ينهيه بالطريقة التي يريد.
3. إن من انشأ الأردن قادر على أن ينهيه أو يعيد تشكيله سياسياً و ديموغرافياً .
4. إذا أراد صاحب الأمر أن يجعل من الأردن بلداً أو دوله أو جنسيه عديمة الفائده فأنه قادر على ذلك بكل سهوله ، يكفي منع المساعدات الخارجيه فينهار كل شيء .... فلا رواتب ولا مكرمات ولا امتيازات ولا جيش ولا أمن و عند ذلك لن يصبح الأردن لا أردن ولا فلسطين بل سوف يصبح الصومال الذي لا يريده أحد .
5. الأردن ليس عصياً على الفوضى و الاضطراب ، فهو ليس أكثر قوه أو تحصيناً من مصر ولا من سوريا ولا من العراق.
6. إذا لم يكن هنالك تدخل رباني فلسوف يصنع اليهود ما يريدون و حتى مع التدخل الرباني فلن يكون مستقبل العرب وردياً .
7. دولة دابوق أو مركز إدارة الأزمات في دابوق ، الذي تحدث عنه علناً لأول مره السيد خالد المجالي على أثر عاصفة إليكسا ثم تحدث عنه الاستاذ أبو طير لغايه في نفس يعقوب و اليعاقبه ، وأنا شخصياً سمعت عنه وعن فخامته و تجهيزاته و من موله ومن سيديره و من بناه ، سمعت عن كل ذلك قبل أكثر من سنه ... هذا المركز ليس بعيداً عن إدارة الازمات في الدول المجاوره وما قد ينشأ من الأزمات الداخليه شرق النهر و غربه ، هذا المركز لم يُجهز لفتح الطرق و أزاله الثلوج و الاشجار المحطمة .
8. لم يسبق في التاريخ أن أقيمت دوله أو أزيلت دوله أو قسمت دوله أو غيرت دوله إلا بحرب ، و هذا ما يقلق و يُخيف و حتى تقسيم تشيكوسلوفاكيا جاء كنتيجه لنهاية حرب بارده ، فلا تنفخوا على الرماد لأن تحته جمر من المشاعر الدفينه و الغباء الملتهب و نحن نعيش في منطقة لم تعد تعمل فيها قوانين الرياضيات و الفيزياء ولا قوانين نيوتن ولا حتى قانون الجاذبية، ولم يوجد ولا يوجد ولن يوجد حل سلمي للقضيه الفلسطينيه فلا تختلفوا على الدب قبل أصطياده .
إن مصدر القلق الحقيقي هو كثرة اللقلقه في هذا الموضوع و الذي يمثل إستجابه أو تمهيد للإستجابه لأي قلقله تقف ورائها الايدي و الافكار الصهيونية التي تسبب لنا جميعاً القلق ... لأن أول الحرب الكلام ، ولأن من سيدفع الثمن هم الفقراء و العوام من الناس ، أما عن رجال المال و الاعمال فعليهم أن ينظروا ما حل بنظرائهم في حلب ، و على أبو زهير أن لا يضغط أكثر فالمراره ملأت االحلوق و يكاد البالون أن ينفجر ، ولا أريد أن أقول أكثر حتى لا أكون مستفزاً أكثر !!!!