سنرجع يوما .. *ناهض الوشاح
11-01-2014 02:14 PM
من يعشق الليل يمنحه السكون ... ومن يعشق المطر يمنحه الحنين ... ومن يعشق السفر يمنحه التذكار ... ومن يعشق الأرض تعشقه السماء .
نُحب الحياة لمجرد التحرش بها من بعيد ... نركض اليها فرحين ...ننسى متى وكيف وفي أي محطة يمكننا التوقف ... التوقف عن الحلم ، عن الكلام ... عن الوطن والعودة .
حلم يُراود قلوبنا كلما تنفس الصبح وتناسل الحزن من تاريخ رصف جماجم الأجداد للطغاة والمستبدين ...
هي المفارقة العجيبة بين الأمس والأمس ... بين الهوية والشعب ... بين الإنسانية الغارقة في معمعة الخطاب الغوغائي و إختلاط المفاهيم على جيل عالق في جمرةالمسافات بين وطن بحجم الكون وضياع بحجم غرفة على عتبات المخيمات تُصر على الغياب .
لم يقرأ نيتشة المستقبل وهو يبكي على حصان ضربه الحوذي أمامه... عن ابن بلده ثيودر هرتزل الذي سحق وجود شعب كامل عن أرضه وهو يضحك .. فالأنظمة المجرمة لم يُنشئها أناس مجرمون ، وإنما أناس متحمسون ومقتنعون بأنهم وجدو الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى الفردوس المفقود.
هل سيتغير التاريخ ؟؟
أم أن الإنتصار يطرق باب فارس راقد في بيته ... يُقلّب شاشة التلفاز على عُروض المأكولات ومتابعة المسلسلات وصرعات تلفونات ذكية صُنعت لاجتذاب شعوب غبية.
كم نحن زائغون عن الطريق ... فاقدون معالم الإهتداء ... الهوان يسكننا .. ودورة الإفتراس اليومي تزحف نحونا ... تجمعات بشرية مفككة .. ترى سببا لوجودها. تحلم بالعودة وبانتظار المخلص ... ولا مخلّص هناك .. كل ما في الأمر أن من الصعب على الإنسان أن يعيش بدون إنتظار .
***
يا كاتب التاريخ لو أبصرتنا يوما لوجدتنا نغطّ في نوم عميق والغُزاة حُماتنا ... نجلس في عمق الخسارة لنجد أنفسنا معلقين على عتبات الذكريات ... أحبائنا ، شهدائنا ، أمهاتنا ، فلسطين يا وجع النايات ... وشهقة البدايات ... فلسطين يا جمرة السؤال على أرصفة الغربة ... دعيني أغرق في ماء ينابيعك ... دعيني أستنشق رائحة طفولتي المنسية في أعماق جذورك المسبية ... ( عريانا خرجت من بطن أمي .. وعريانا أعود إلى بطن الأرض ).