باستثناء القريبين منه لم يكن أحد يعرف «كامل الأسمر» قبل أن يظهر اسمه في قائمة لمجلة «فوربس» الأميركية تضم 30 مبدعا على مستوى العالم وكان قد حصل على منحة جائزة الملك عبدالله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي عام 2011 قبل أن يطلق مشروعه.
لم يشتهر الأسمر لأنه قيادي نشط في عراك الجامعات أو لأنه أطلق النار في الشارع العام ولا لأنه يقود سيارته عكس اتجاه السير ولا لأنه ابتكر أساليب حديثة للغش في الامتحان أو اقتحم مكتب مديره في العمل وأحرق سيارته.
كل ما فعله الأسمر هو أنه أسس شبكة التطوع والتنمية الأولى في الوطن العربي «نخوة».
قصص نجاح كثيرة ظل أبطالها في الظل، لكن إخراجهم إلى النور هي بلا شك مهمة مؤسسات الدولة، والمجتمع بأسره لمساعدة هؤلاء «المجاهدين « في التحول من الإعالة إلى الإنتاج وتذهب بهم كنموذج يستحق التعميم والفخر.
لم يمنع الخذلان ولا العراقيل ولا الاستهتار بالأفكار ولا الفقر والحاجة هؤلاء الشباب من أن يشقوا طريقهم، وما زلت أذكر قصة الشاب الكركي الذي « خلق « من لا شيء مصنعا عالميا للطباشير، ومثله عشرات من قصص النجاح التي تظهر ومثلها لم تجد فرصة بعد وقد وجدوا مساندة من مبادرات رعاها الملك شخصيا.
الأسبوع الفائت كنا نستمتع بمشاهدة تفاعل مجموعة من الشباب والشابات في أحد أنشطة برنامج التمكين الديمقراطي وهي قدم وجدت لها موطئا على الأرض بعد أن رسمت ملامحها في الورقة النقاشية الرابعة للملك نفسه لترسيخ مفهوم المواطنة الفاعلة، وتعزيز التمكين الديمقراطي، لكن إلى متى ستبقى مبادرات الملك الوحيدة على الساحة..؟
العثور على أصحاب المواهب والمبدعين ورعايتهم هي مهمة الجامعات والشركات، والإنفاق في هذا المجال إما أنه متواضع جدا أو متوقف، إذ لا تزال نسبة ال 1 % المخصصة لدعم البحث العلمي من أرباح الشركات لصالح صندوق البحث العلمي على قلتها متوقفة.
في الأردن 30 جامعة و60 كلية لم تسجل أي منها أي تميز بحثي يذكر على مستوى المنطقة والعالم.
(الرأي)