"الغطاس" مناسبة روحية للتوبة
09-01-2014 12:18 PM
الاب بسام شحاتيت
كان يوحنا المعمدان يعيش في براري الاردن حياة بسيطة ومتواضعة ويلبس ثيابا من وبر الابل وطعامه الجراد والعسل. ورسالته كانت عبارة عن دعوة الى التوبة والندامة عن الخطايا.
عيد الغطاس لا يعني فقط الذهاب برحلة حج الى موقع المغطس والصلاة والاحتفال الخارجي بل هو ان نذهب ونسير الى العمق الى داخلنا، ونتعرف بهذه الرحلة الى ذواتنا ونغسلها بمياه والتوبة والغفران لكي يصبح الكل جديداً ونلبس الانسان الروحي الجديد كما نرنم في صلوات عيد الغطاس: "انتم الذين في المسيح اعتمدتم المسيح قد لبستم هللوياً".
المضمون الروحي للمعمودية هو الغسل, كما قال حنانيا لشاول "قم واعتمد واغسل خطاياك" (اعمال الرسل: 22: 16 )، والمعمودية هي سر قائم بذاته من اسرار الكنيسة السبعة. لذلك نستوحي من الغطاس الذي هو عيد التوبة قوة جديدة ومفهوما جديدا نحيا به. ونتوجه للشباب ونردد تكفي السنين التي ضاعت من اجمل سنوات عمرك بالخطايا في التيه والضلال.
ولا بد من ان نتذكر ان اساس الحياة المسيحية هو الطاعة والتواضع على حسب قول السيد المسيح في انجيل متى "تعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب". (متى 11:19 ).
وتعد مناسبة الحج الى المغطس هي مناسبة للتوبة والرجوع الى الله, هي لحظات ندعو فيها ونصلي لكي يزول الشر من العالم، فها هو صدى صوت يوحنا المعمدان لا يزال يتردد في البراري وعلى ضفاف نهر الاردن المقدس ويدعو الى التوبة والرجوع الى الله والابتعاد عن الشر. لا يزال صوت المعمدان يرتفع ويصرخ بوجه حضارة الموت والظلم والتدمير والقتل والبؤس والفقر ويدعو الى حضارة المحبة وملكوت السلام والعدل والمساواة.
*النائب الأسقفي العام لمطرانية الروم الكاثوليك