د.اربيحات يكتب : البندورة خط احمر ..
08-01-2014 07:13 PM
لماذا نولم للرسميين.......
يستهلك الاردنيون ما يزيد على مائة واثنتي عشر مليون كيلو غرام من اللحوم الحمراء سنويا...والتي يبلغ نصيب الفرد الاردني منها ما يقارب ال 16 كغم سنويا.
ويعتبر هذا الرقم الخامس عربيا بعد كل من الكويت والامارات والسعودية ولبنان والتي يزيد معدل استهلاك اللحوم فيها عن مانستهلكه بكثير.
وبالرغم من تواضع اعداد الماشية البلدية في الاردن والتي لا تزيد عن 4 ملايين راس من الاغنام وبضعة الاف من الابقار والابل واستمرار اعتمادنا على ما نستوردة من استراليا ونيوزلندا والسودان..وغيرها من البلدان المنتجة والمصدرة الا ان اللحوم البلدية هي الاكثر تقديرا وترحيبا من المستهلك الاردني الذي قد لا يفرق بين نوع واخر من اللحوم.
ومع ان معظم الاسر الاردنية لا تملك من الموارد المالية ما يكفي لمد مطابخها باللحوم التي ترغب في تناولها...واستعاضتها عن اللحوم بانواع اخرى من البروتينات النباتية مثل الفول والحمص والعدس والفلافل.....وتفضيل بعض الاسر للاطباق الخالية من اللحوم...كالخضار....والمحاشي...والطواجن....والمقالي...والمعجنات
والمعكرونة ..واخواتها....الا ان الضيافة الاردنية لا تستقيم دون اكوام اللحوم الحمراء على الصواني العملاقة فوق تلال من الارز...وبكميات لا يمكن ان تصدق انها قدمت لعدد من الاشخاص لاستهلاكها.
وتكفي كميات الطعام المعدة للضيوف في المناسبات التي يعج بها المجتمع الاردني لاربعة اضعاف المدعوين لكل مناسبة على اقل تقدير...مما يسهم في هدر كميات كبيرة من الطعام وتعميق الفقر بين الكثير من الاسر الفقيرة اصلا.
كما يؤدي الاسراف الواضح في استهلاك اللحوم الى رفع الاسعار وزيادة التكلفة والاعباء المادية على من يتولون الاعداد لهذة المناسبات من خلال زيادة حجم الشراء والكميات المعدة للاستهلاك عن الحاجة الفعلية للافراد والجماعات المعنية بالمناسبات.
ومن اكثر الظواهر التي تميز الاردنيين عن غيرهم ظاهرة حرص الاسر والعائلات والجماعات الاردنية على دعوة الرسميين ونجوم المجتمع وتحضير الولائم التي تليق بمواقعهم...ويحرص الفقراء كما الاغنياء على لعب دور المضيف لولائم كبرى يحتشد لتلبية دعواتها اعضاء السلطة التنفيذية والنواب والاعيان وبعض القادة العسكرسسن والامنين...والتجار والاكاديميين والاعلاميين ..وبعض المتقاعدين وقيادات المجتمع المحلي.
وتعود جذور ظاهرة التقرب الى المتنفذين الى فترات حكم العثمانيين ولاحقا المستعمرين وطقوس استقبال من يمثل هذه السلطات من الجباة والخيالة الفرسان وجامعي الضرائب ومأموري التنفيذ الذين كانوا يحلون على بيوت المخاتير والوجهاء في القرى والبلدات الاردنية وقد لا يغادروها قبل ان يأتوا على ما لدى اهلها من فائض ادخروه لسود الليالي.
وقد كان بعض سكان القرى من اصحاب الخانات التي يحل عليها النزال يستثمر المناسبة ليقنع الاهالي بانة من اصحاب النفوذ وانه قادر على التاثير على السلطات وبعض قراراتها التي تتخذ بعيدا عن المركز.
لذا وبالرغم من تغير الاحوال فلا زالت عقلية الفرسان تسيطر على بعض الرسميين واشباه الرسميين كما اختلطت مفاهيم الكرم بالتزلف والرغبة الدفينة في خلق انطباع لدى الداعين"المعزبيين" بقدرتهم على التوسط والتاثير مما قد يكسبهم مكانة في بيئاتهم المحلية وبين معارفهم.
ومن المدهش ان الداعي قد يستدين او يرهن اويبيع بعض ممتلكاتة من اجل ان يقيم الوليمة التي يعتقد بانها ستقربة من المسؤولين ولو من الناحية النظرية.
ورغبة في ان يظهر المسؤول بانه شخصية محبوبة وشعبية يقبل الكثير من المدعويين على تلبية الدعوات بصرف النظر عن الظروف المادية لمقدميها.وغالبا ما يحاول بعض الشخصبات التي لاتمتلك من مهارات الاتصال غير التحية بعبارات وجمل تبدو وكانهم قرأوها للتو من بعض كتب المسنشرقين
اضافة الى الدعوات الاستعراضية يتبارى الكثير من اباء العرسان في اعداد المدعويين لاعراس ابنائهم....واعداد الذبائح التي تم طهوها....والمناسف التي جرى تقديمها
واذا ما عرفنا ان هناك ما يزيد على 78الف حالة زواج سنويا...ادركنا حجم المشكلة
التي تواجهها الاسر في تنفيذ المهام الصعبة....
التغيير طال جوانب كثيرة من حياتنا الا انه توقف كثيرا عند الاستهلاك التفاخري الذي لم ولن يحدد مستوى سعادة العريسين....
انا شخصيا....مثل احد اقاريبي الذي يرى ان البندورة هي سيدة الخضار ....وزينة الاطعمه......فقد سمعتها تغني على قناة كراميش"انا البندورة الحمراء,,,,مزروعة بين الخضرة......تاكل مني لا تشبع."....فهي الخط الاحمر....وهي نوعين الاول للفغم......والثاني للفغص......يحيا الغور...والمفرق....وكل زراع البندورة.