في بداية هذا العام 2014 م وددت ان ابدأ مقالاتي بمقال تفاؤلي ,عسى الله ان يوفق هذا البلد ويسبغ عليه من نعمه في نعمة الاستقراروالسلام ويولي عليه الخيار المنتمين ,حتى ينعم كل فرد منا بهذه النعمة ويحيا حياة رغيدة ويشعر بالتحسن الاقتصادي وتطوره,لما يحويه هذا البلد من مقومات مادية وبشرية,فان أحسن استغلالها ,نمت وترعرعت وافادت الكل فائدة جلى.

يعتبر قطاع السياحة في الاردن من اهم القطاعات التي ترفد الاقتصاد الاردني ,فقد وصلت عائدات السياحة نحو 3 مليارات دولار عام 2009 م ,حيث زار الاردن 3,5 مليون سائح تقريبا من مختلف بلدان العالم.

تضم الاردن مواقع اثرية وتاريخية ودينية شهيرة كالبتراء التي اعتبرتها اليونسكو احد عجائب الدنيا السبع الجديدة,وكذلك جرش تعتبر من اكبر المدن الرومانية الباقية حاليا وغيرها من الاثار التاريخية والدينية.

بها مناخات متعددة وبها اخفض بقعة في العالم هي منطقة البحر الميت حيث تنخفض ب 417م عن سطح البحر وفي تلك المنطقة توجد السياحة العلاجية التي تستقطب السياح على مدار العام.

لما كان هذا القطاع من الاهمية بمكان ,فلا بد من مراعاة السلبيات التي تاثر بها القطاع عالميا حسب ما ذكر ادناه:

تفيد بيانات منظمة السياحة العالمية بان ايرادات السياحة على المستوى العالمي بلغت 1,075 تريليون دولار سنة 2012 بزيادة 4% عن العام السابق , ونتجت هذه الايرادات من تدفق 1,035 بليون سائح , وكان ايضا ايراد حركة نقل الركاب 219 بليون دولار, بما يعني ان النشاط الاقتصادي المتعلق بالسياحة والسفر ادخل ايرادا بمقدار 1,3 تريليون دولار امريكي
توزعت ايرادات السياحة بنسبة 43% للبلدان الاوروبية و30%لبلدان اسيا والمحيط الهادئ و20% للامريكتين و4% لبلدان الشرق الاوسط و3% لبلدان افريقيا.

تمثل السياحة اهمية في نطاق التجارة الدولية ,اذ تعتبر جزء مهم من تجارة الخد مات وهي تمثل 30% من تلك التجارة ,6% من اجمالي التجارة الدولية , وتعني حركة السياحة انفاقا مهما من قبل السياح , وان تفاوت ذلك بين بلد واخر اعتمادا على مستويات المعيشة لدى السواح وهدفهم من السياحة .

تشير بيانات المنظمة ايضا ان معدل انفاق السائح على المستوى العالمي بلغ 1040 دولارا في السنة في حين بلغ 1250 دولارا في البلدان المتقدمة.

اما بلدان الشرق الاوسط فادخلت في عام 2012 نحو 47 بليون دولار من 52 مليون سائح ,وتراجعت السياحة وايراداتها بنسبة 2,2% عن عام 2011 , وانخفض عدد السواح من 55 مليون الى 52 مليون سائح بعام واحد .

لا شك ان عوامل موضوعية ادت الى هذا التراجع, منها غياب الاستقرار السياسي وتردي الاوضاع الامنية.

ان نسبة 4% ايرادات السياحة لبلدان الشرق الاوسط كلها فهي نسبة متردية جدا لا بد من الوقوف عندها ومعرفة اسباب ترديها.


يجب ان تقوم البلدان العربية عامة والاردن خاصة بالعمل على تعزيز القطاع السياحي ليلعب دورا اكبر في رفدالاقتصاد الوطني.

ان امكانيات جذب السواح في الاردن والعالم العربي امكانيات هائلة طبيعيةوتاريخية ودينية تفوق كثيرا من الامكنة في العالم ,ولكن لا بد من العمل على ازالة العوائق وتشجيع السواح للحضور الينا.

ان من اهم عناصر النجاح للقطاع السياحي هو العنصر البشري ,فلا بد من تاهيل الكوادر اللازمة وتدريبهم للتمكن من التعامل مع الاجانب وتقديم الخدمة اللازمة المتوقعة منهم, ويتوقع السائح ان يكون الدليل على مقدار عال من الوعي والكياسة في التعامل معهم. والتعامل بامانة في الاسواق والمرافق السياحية مثل الفنادق والمطاعم, حتى يقوموا بنقل صورة مشرقة عن البلد ليشجعوا الاخرين للحضور لهذا البلد او تكرار عودتهم .

كذلك ضرورة عمل التسهيلات للمستثمرين في هذا القطاع من فنادق ومطاعم وشاليهات ومنتجعات سياحية, ناهيك عن توظيف الاموال اللازمة لاقامة البنية التحتية لتلك المرافق لتعزيز القيمة المضافة المتحققة من نشاطات القطاع في الناتج المحلي الاجمالي.

اما التسويق والدعاية من خلال المكاتب والشركات العالمية لهو عنصر مهم لجذب السواح لهذا البلد.
ومن اهم العوامل التي تشجع السياحة هو المحافظة على الامن والاستقرار حتى لا يحضر السائح وهو خائف , حيث عوامل الفوضى تهرب السائحين والزائرين وتعكس سلبا على الدخل المتاتي منهم.

واخيرا لدينا في الاردن امكانيات سياحية ضخمة لم يستفد منها الاستفادة المثلى فيجب العمل على تطويرها واعدادها الاعداد الصحيح حتى تجذب السياح وتكون رافدا من الروافد المهمة للاقتصاد الوطني.