«كثيرا مايلوم الناس الظروف لكني لا أؤمن بالظروف، الناجحون في هذه الدنيا هم أناس يقومون في الصباح ويبحثون عن ظروف مواتية وإذا لم يجدوها صنعوها». برنارشو.
في الجوائز التي فازت بها مؤسسة الاذاعة والتلفزيون في مونديال القاهرة استوقفتني الجائزة التي نالها البرنامج الإذاعي مملكة إرادة على أثير عمان اف ام، وهو برنامج كل يوم اثنين من الساعة الواحدة إلى الثانية ظهراً تقدمه صبيّتان مليئتان بالحماسة للتغيير الايجابي وتحفيز الهمّة عند المرأة الأردنية.
هذا البرنامج تحديدا يستحق التكريم والدعم لأنه يقدم رسالة نحن بأمس الحاجة إلى حضورها في الوقت الحاضر على الساحة الاعلامية، فهو يجري حواراً مع نماذح مختلفة لسيدات ناجحات في مختلف المجالات، ومن مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية والخلفيات المهنية، يتحدثن في البرنامج عن تجربتهن في الحياة والتحديات والصعوبات التي مررن بها وصولاً إلى محطة النجاح والتميز والإبداع وحتى إلى مراكز صنع القرار.
الاعلام والمرأة حقل شاسع، ممكن أن نحصد منه القمح ومن الممكن أن يبقى بوراً لا ينبت فيه إلا الشوك. ربما لا يبدو الأمر بهذه الخطورة والأهمية عند من لا يدرك دور المرأة كنواة للتنمية في المجتمع ككل، لكن الإعلام مسؤول بشكل رئيسي عن تغيير أو تجذير الصورة السلبية أو الايجابية للنوع الايجابي.
وبالرغم من الدور التنويري المتزايد للإعلام، خاصة وأن الاعلاميات بتن يتقلدن مزيدا من المهام الإعلامية وهذا يتيح لهن فرصة أكبر ليحملن رسالة نبيلة يرتقين فيها بالمرأة، إلا أن الصورة النمطية والاستهلاكية لا زالت تنخر داخل الوسائل الإعلامية وتكرس المرأة كسلعة لغايات جذب المتلقي فقط، وللأسف فإن نساء يساهمن بأنفسهن بانتشار تلك الصورة عندما يقبلن بفرص الظهور الاعلامي لمجرد الظهور فقط، خاصة في مجال الاعلانات، دون أن يضفن بصمة أو يمثلن أو يساهمن بوضع المرأة العربية في المكانة التي تليق بقدراتها، ولا أبرئ القائمين على المؤسسات الاعلامية في الدول العربية بشكل عام ومعظمهم من الرجال في تعزيز الصورة النمطية للنساء بقصد أو بدون قصد.
ندعم جميع المواد الاعلامية التي تبرز منجزات المرأة الأردنية وتحتفي بها.. ونبارك للزميلات والزملاء الجائزة التي كانت دافعاً لهم للتجديد والتميّز والاستمرار في تقديم نماذج مشرّفة لنجاحات المرأة الأردنية أينما كانت.