لبنان الحائر، والمحيِّر .. !
عودة عودة
07-01-2014 03:26 AM
على حد علمي فقد إستمرت الحرب اللبنانية اللبنانية نحو خمسة عشر عاماً منذ العام 1975 وحتى العام 1990 .. وإن كان آخرون يرون أن هذه الحرب أطول من ذلك بكثير قبل إستقلال لبنان وبعده وما حدث 1860 من مذابح بين الدروز والمسيحيين يؤكد هذا الرأي، ففي المذابح اللبنانية اللبنانية قبل الإستقلال هدفها فصل لبنان من الجسم السوري والعربي أما الحرب الأخيرة فكان هدفها خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت التي كانت تسمى في تلك الأيام (هاوني العرب).
لقد زرت بيروت العام 1993 في مهمة صحفية لجريدة الراي وبعد أن وضعت هذه الحرب الأخيرة أوزارها بثلاث سنوات وبعد إتفاق جرى في الطائف.. وسبب الزيارة تغطية مؤتمر وحدوي عروبي عقد في فندق كارلتون ونظمه الدكتور خير الدين حسيب وهو شخصية قومية معروفة مع شخصيات اخرى من بينهم حمد الفرحان وناجي علوش وسليم الزعبي وصالح الرشيدات وصلاح صلاح وشفيق الحوت وآخرون.
لقد وجدت بيروت مختلفة عما رأيتها أثناء دراستي الجامعية فيها، فقد كانت كومة من التراب والحجارة المتناثرة يسكنها مهاجرون جاؤوها من الجنوب بسبب ضراوة القتال هناك وهذه المرة بين المقاومة الوطنية اللبنانية والعدو الصهيوني.
وأتذكر أيضاً أنني طلبت من وزير المهجرين وليد جنبلاط إجراء مقابله صحفية للرأي معه لكنه إعتذر طالبا إرجاء هذا اللقاء عندما يزور عمان وفعلاً جاء إلى عمان ولم يقم بأي لقاءات صحفية معي ومع أي صحفي آخر.. وفي رأيي أن إعتذار جنبلاط لأن السؤال الكبير سيكون .. ماذا فعلت لإعمار بيروت..؟ ولأن الإعمار يحتاج إلى أموال والأموال كما يقول اللبنانيون عند (الناطور) و الناطور منذ أنشئ لبنان وحتى الآن ليس لبنانياً..!
لا أدري إلى متى تستمر هذه الحرب الجديدة في لبنان بين اللبنانيين والتي قامت على هامش وذيول الحرب السورية قبل حوالي ثلاث سنوات هل تستمر عقداً أو عقدين أو أقل أو أكثر.. وكم سيكون عدد ضحاياها من القتلى والجرحى والبيوت والمصانع المدمرة إلى أن يأمر الذي أشعلها بإطفائها وكما حدث في الحروب اللبنانية اللبنانية السابقه.
ولا أدري كم يكون من (المضحكات المبكيات) في هذه الحرب الجديدة ومن (بواكيرها) والتي جرت قبل أيام ففي الثامن والعشرين من الشهر الماضي رصدت طائرات إسرائيلية حربية مسرح الجريمة بمحيط ستاركو بقلب بيروت والتي إستشهد فيها محمد شطح وسبعة شهداء آخرين وعشرات من الجرحى وقد عادت هذه الطائرات العدوّة إلى قواعدها سالمة... وبعد ثلاثية أيام وتحديداً في 2/1/2014 فقد فتحت المضادات اللبنانية على طائرات سورية في بلدة عرسال الحدودية وهو حدث غير مسبوق بين الدولتين السورية واللبنانية.
قبل حوالي 40 عاما ردد الكاتب والمناضل الفلسطيني غسان كنفاني مقولته الشهيرة: خيمة عن خيمة تفرق.. وها هم اللبنانيون المتقاتلون يرددون في هذه الايام طائرة عن طائرة تفرق .. الطائرات الاسرائيلية العدوة تصمت مضادات الطائرات اللبنانية عندما ترصدها.. ولكنها تبدأ هذه المضادات اللبنانية بالزئير عندما تشاهد طائرة سورية شقيقه.. فسبحان مغير الأحوال في لبنان الحائر.. والمحير..!!