ليست المرة الاولى التي يواجه فيها الاردن ظرفا صعبا ، فقد كان ولازال تاريخ الاردن حافلا بالتصدي للتحديات مهما كانت سياسية او اقتصادية وكانت على الدوام ثقافة الامل هي حجر الرحى في قصة النجاح الاردنية وتجاوز التحديات مهما كانت .التحدي الاقتصادي الذي يواجه الجميع في هذه المرحلة ، هو في الواقع ، امر بات معروفا للقاصي والداني انه خارج عن ارادة الجميع ، وانه اصبح مشكلة عالمية خاصة مع الارتفاع الجنوني لاسعار النفط في السوق العالمي ونحن بلد نعتمد احتياجاتنا النفطية على الاستيراد بشكل كامل .
وفي ظل هذه الظروف كان الانسان الاردني ، محط اهتمام وتركيز جلالة الملك عبدالله الثاني وعنايته ، اذ وجه حكومته الى ايلاء تحسين ظروف حياة المواطن الاردني اولوية قصوى ، ولذا كان عنوان حكومة نادر الذهبي بتوجيهات ملكية سامية الاولولوية الاقتصادية والاجتماعية .
صحيح ان القرارالاقتصادي بالنسبة لاسعار المشتقات النفطية خارج عن الارادة وهو صعب على الجميع ، لكن عزيمة الانسان الاردني ، وتكاتف جميع القطاعات ، الحكومية والقطاع الخاص ، لتجاوز هذا التحدي الاقتصادي تجعل منه في هذه المرحلة مسؤولية وطنية ، لابد من تحملها كلا من موقعه وقطاعه لتخفيف اثار هذا التحدي على القطاعات الوطنية المختلفة .
اثبت الشعب الاردني على الدوام ، ووطنه يقع في عين العاصفة ، ليس ليوم او سنة او حتى عقد من الزمان بل على مدى تاريخه الطويل ، ان الاردن اولا ، بكل ما يحمله هذا المعنى السامي من مضامين مباركة ، حتى وان قست الظروف ، فثقافة الامل كانت هي نبراس الاردنين ولغة الانسان والاستثمار فيه كاغلى ما نملك هي رهان قيادته الهاشمية في تجاوز التحديات عبورا الى المستقبل الافضل للوطن الذي يستحق منا كل التضحيات .
نعيش هذه الايام مناسبات مباركة عيد ميلاد القائد جلالة الملك عبدالله الثاني وكذلك يوم الوفاء لراحلنا العظيم المغفور الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ويوم البيعة لوريث اغلى النسب واعز الرجال وكلها مناسبات تشع في تاريخ الوطن وشعبه قصص نجاح وكفاح وصبر وانجازات وضعت الاردن دوما نموذجا لقصة وطن ومشهد عز نظيره بين الامم في التلاحم بين قائد وشعبه ، اذ لم يكن للمستحيل مكان في القاموس الاردني ولن يكون باذن الله .