زار وزير الخارجية الامريكية جون كيري عمان،وزيارته تأتي في سياق زيارات متتالية للمنطقة في محاولة لانعاش عملية السلام،ومن اجل اقناع الفلسطينيين والاسرائيليين اعلان اتفاق حول اطار اولي لمفاوضات الحل النهائي.
زيارات كيري الى المنطقة لم تأت بجديد معلن أو مشهر،اذ ان هناك تعثرا كبيرا في مفاوضات السلام،وفقا لما يسربه الجانب الفلسطيني عبر وسائل سياسية واعلامية متعددة،وهذا التسريب يتنافى مع المخاوف الاردنية التي بدأنا نلمسها بوسائل عدة،وهي مخاوف تستند بالتأكيد على معلومات لدى عمان الرسمية تناقض التسريبات المطمئنة.
صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين قال قبل ايام ان الرئيس عباس كتب رسالة للرئيس الامريكي يؤكد فيها ثوابت الموقف الفلسطيني،على اساس كون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية،وعلى اساس حدود الدولة الفلسطينية وفقا لحدود سبعة وستين،وهذا يشمل غور الاردن،ثم ملف اللاجئين،المرتبط فعليا بعدم قبول الفلسطينيين اعلان اسرائيل كدولة يهودية.
بالمقابل فأن المخاوف في عمان تجلت في تصريحات لشخصيات اعتبارية حذرت مرارا خلال الايام القليلة الماضية من المفاوضات السرية الفلسطينية الاسرائيلية،ومن مفاجآت فيما حذرت شخصيات اخرى مما اسمته كونفدرالية منقبة او عمياء بين الاردن وما تبقى من الضفة الغربية،ومجموعة من النواب تشكل جبهة لمواجهة خطة كيري وتتحدث عن خطة سيئة سيرفضها الاردنيون والفلسطينيون معا.
بشكل واضح هناك تناقض بين تسريبات الجانب الفلسطيني الرسمي وتحركات السياسيين في الاردن الذين يطلقون اشارات تحذير وبالتأكيد لم تأت من فراغ،لولا وجود مؤشرات هنا تثير هذه المخاوف،وعلينا ان نلاحظ ان عمان الرسمية ولاول مرة في خبر زيارة كيري الرسمية تقول ان الاردن سيبقى يدعم المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ما دامت تحمي وتراعي مصالح الاردن العليا،وهذا اشتراط يتم اشهاره في وجه الزيارة وتوقيتها وسياقها يتطابق الى حد بعيد مع المخاوف التي انسابت عبر سياسيين وبرلمانيين خلال الايام الماضية.
في كل الحالات هناك غموض يكتنف المنطقة،ما بين تأكيدات السلطة الفلسطينية ان المفاوضات متعثرة،والمخاوف الاردنية من مستويات مختلفة من صفقة خطيرة،واستغراق كيري في تعبيرات انشائية لا يطفئ نار الشكوك،ولعل المؤكد هنا،ان اي مباغتة على صعيد هذا الملف،ستؤدي الى تداعيات سلبية كبيرة،ولن يكون ممكنا استيعابها،لكونها تتعلق بالحل النهائي،الذي للاردن فيه ملفات ابرزها القدس واللاجئين والحدود.
يبقى السؤال المهم:اين هي المساحة الغامضة بين تسريبات السلطة الفلسطينية بأن لا شيء مخفيا،وان المفاوضات متعثرة،وبين الاردن الذي بات يرفع مستوى قلقه بشكل لافت للانتباه في بحر الايام الفائتة؟!.
(الدستور)