تحتفل الطوائف المسيحية الكاثوليكية في العالم يوم السادس من كانون الثاني بعيد الغطاس وهو يوم ذكرى عماد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان على ضفاف نهر الاردن، وبحسب الدراسات والابحاث التاريخية الاثرية فقد بات جليا للعيان مؤخرا ان هذا العماد قد تم على الضفة الشرقية للنهر المقدس .
جاء يسوع المسيح من الناصرة في الجليل في الشمال الفلسطيني، فعمّده يوحنا ابن زكريا من عشيرة يعقوب بن اسحق بن ابراهيم ابو الانبياء وخليل الله، عمده في ماء نهرالاردن ومن هناك كان اعلان انطلاق رسالة السيد المسيح حب وسلام للمسكونة كلها واصبح فيما بعد هذا النهر محج لكل المؤمنين برسالة السيد المسيح.
لماذا الحج المسيحي في المغطس؟ انه احياء الذكرى للحدث الذي اسس لتلك الرسالة الخلاصية،حدث العماد الذي كان الشرارة الاولى في ثورة المسيح على ريديكالية اليهود الناموسية لتنقية الشعب الرازح تحت نير عبودية الخطيئة.
المعمدان هو آخر نبي من أنبياء العهد القديم عاش في سهول ووديان بلادنا واكل من خيراتها، قال فيه السيد المسيح:" لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان" (مت11:11).لقد أرسل الله يوحنا المعمدان ليشهد للمسيح: "جاء للشهادة ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته " (يو7:1)، وجاء ليهيئ الطريق أمام المسيح لكي يهيئ للرب شعباً مستعداً" (لو17:1)، وقال عن نفسه "أنا صوتُ صارخٍ في البرية، قوّموا طريق الرب كما قال إشعياء النبي" (يو 23:1). وقد دفع اخيرا يوحنا ثمن مواقفه،دفع رأسه على طبق من ذهب فكانت شهادته مدوية في سماء هذه الارض الطاهرة.
انها ارض الاردن العطرة ارض الانبياء والشهداء والابرار والقديسين على ارضها وفي مغاورها وكهوفها عاش الاباء النساك يتأملون في سر خلق هذا الكون الواسع الفسيح وعرفوا ان كل هذا من بصمات الله الخالق الجبار السرمدي. وحج مبارك للجميع.