ماذا يفعل كيري: عندما تفشل الخطة "أ" يتم الانتقال الى الخطة "ب" ؟!!
د.احمد القطامين
05-01-2014 03:45 AM
لا أحد يعلم علم اليقين ما الذي يفعله وزير الخارجية الأمريكي في المنطقة الملتهبة. المعلن انه يحاول تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين باتجاه التوصل لاتفاق على معطيات الحل النهائي للقضية الفلسطينية تمهيدا لمفاوضات جادة تقود الى حل نهائي للمشكلة المعقدة التي فشلت في حلها حروب عديدة وجهود دولية دؤوبة استمرت على مدى أكثر من ستين عاما.
الأرجح ان كيري فعلا يسعى الى إيجاد حل ما في ظل ظرف تاريخي بالغ الخطورة تميل فيه موازيين القوة بشكل كامل وشامل الى جانب إسرائيل مما يعني ان أي حل يمكن التوصل اليه في ظل هذه المعادلة سيكون لصالح إسرائيل بنسبة مائة بالمائة.
فالفلسطينيين عمليا يقفون الان وحيدين بعد ان تم اشغال بعدهم الاستراتيجي العربي بشكل كامل في صراعات داخلية بحيث أصبحت الأوراق العربية جميعها لا قيمة لها على طاولة التفاوض. فالقوى العربية الفاعلة منشغلة في صراع مرير من اجل البقاء على قيد الحياة حيث تجتاز منعطفا تاريخيا مصيريا قد تخرج منه المنطقة بعد عدة سنوات بشكل جديد مختلف كليا عما هي عليه الان.
فمصر انكفأت بشكل كبير على ذاتها بعد ان توقفت عملية التحول الديموقراطي فيها، وسوريا تحولت الى مرجل يغلي وينفث النار واللهب في طول المنطقة وعرضها. واخذت النيران الهائلة تتدفق الى دول الجوار في الشرق والغرب ويخشى ان تجتاز الحدود الى الجنوب والشمال لتتكون عندها دائرة من النار والفوضى تشتمل منطقة الهلال الخصيب برمتها.
وسط هذه المعطيات الخطيرة يواصل السيد كيري مساعيه لإيجاد حل لقضية فشل العالم من احداث أي اختراق ذو معنى فيها على مدى ستين عاما من المحاولات.. قضية أصبح واضحا انه من غير الممكن حلها الا على حساب طرف عربي يجب ان يكون هذا الطرف كبش فداء على مقصلة الحل.
ان أخطر الأشياء وأكثرها بعدا عن قيم الاخلاق والمنطق هي تلك الأشياء التي يتم تمريرها بينما الجميع غافل عن رؤيتها او منشغل بمعطيات ضاغطة لا بد من تركيز كل الاهتمام عليها.
وهنا لا بد من الإشارة الى ما يثار هذه الايام في الصحافة الإسرائيلية من العديد من الكتاب والصحفيين الصهاينة الذين يشيرون الى ما يسمونه بـ"الخطة ب"..، فالخطة "ب" بالمنطق الصهيوني تعني ان فشل حل الدولتين أي فشل "الخطة أ" يعني عمليا الانتقال الى الخطة "ب" أي الوطن البديل.
وعندما يتم الحديث عن الوطن البديل على الأردنيون الانتباه جيدا لما يجري حولهم خاصة في هذه المرحلة التي تعد مرحلة الانكشاف الاستراتيجي للأوطان العربية على كل الاحتمالات المخيفة..