عمون - في زيارة هي العاشرة له خلال أقل من عام، يحاول وزير الخارجية الامريكي جون كيري إعطاء دفعة لمفاوضات التسوية؛ لتقليص الفجوات في المواقف المتعلقة باتفاق الإطار المقترح الذي سيحدد الخطوط العريضة للمفاوضات الخاصة بالوضع النهائي، من خلال لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل نتنياهو.

حيث التقى الرئيس عباس وزير الخارجية الامريكي في مقر الرئاسة برام الله، مساء الجمعة، وسط اجواء يسودها التشاؤم، فبحث الطرفان سبل دفع عملية السلام التي باتت تراوح مكانها مؤخرا.

وتأتي زيارة كيري هذه للقاء الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل بحث مشروع يحدد الخطوط العريضة لحل نهائي للنزاع بين الطرفين يشمل مسائل الحدود والأمن ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين.

فبعد أن تمكن كيري في تموز الماضي من اعادة اطلاق مفاوضات السلام التي كانت منقطعة منذ حوالي ثلاث سنوات، هاهو يعود الان في مهمة تستغرق أربعة أيام ليبحث مع الاسرائيليين والفلسطينيين سبل التوصل الى اتفاق-اطار.

مقبول: محاولات كيري لن يتوقع لها النجاح

وفي هذا الخصوص، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول لـ معا إن جولة كيري الاخيرة تأتي في محاولة امريكية لتقريب وجهات النظر باتجاه اتفاق يتضمن القضايا الاساسية والنهائية.

وأشار مقبول الى أنه وفي ظل استمرار التعنت الاسرائيلي فأن محاولات كيري لن يتوقع لها النجاح في هذه الجولة على أقل تقدير.

وقبل ساعات من لقاء كيري بالرئيس عباس تظاهر عدة مئات في شوارع رام الله مرددين هتافات تطالب كيري بالعودة الى بلاده.

وكان وزير الخارجية الأمريكي كيري قد التقى مساء الجمعة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في لقاء مطول استمر ثلاث ساعات، قال فيه إنه يؤمن بإمكانية تحقيق التقدم في المسيرة السلمية ولكنه نوه إلى أن ذلك سيكون بالغ الصعوبة.

الجانب الفلسطيني وصل "الخطوط الحمراء"

وأكد مقبول أن الجانب الفلسطيني ليس عنده المزيد ليقدمه، كونه وصل الى "الخطوط الحمراء" والتي لا مجال للتلاعب بها إطلاقا، على عكس الجانب الاسرائيلي الذي يمتلك الكثير ليقدمه من أجل الوصول إلى إتفاق اطار يضمن عدم المساس بحقوق الشعب الفلسطيني.

وتوقع مقبول خلال حديثه لـ معا أن يتم طرح اتفاق يقضي بانسحاب إسرائيلي مرحلي من مناطق فلسطينية لمدة ومراحل معينة.

ولفت مقبول إلى أن الرئيس محمود عباس خلال اجتماعه بكيري، أكد على التمسك بالموقف المعلن مسبقا برسالة موجهة إلى أوباما والمتعلق بالموقف الشعبي والرسمي من القضايا الجوهرية الفلسطينية وفي مقدمتها قضايا القدس واللاجئين والاستيطان والحدود.

نتنياهو يبدي تحفظه على مقترحات كيري

من جانبه، أفاد السيناتور الجمهوري الأميركي جون ماكين الذي يزور إسرائيل والمقرب من اليمين الحاكم أن نتنياهو الذي التقاه يوم الجمعة أعرب عن تحفظات كبيرة حيال مقترحات كيري.

وكان ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد قال في وقت سابق "إن اتفاق الإطار المقترح يقيد السيادة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية".

من ناحيته، رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات فقال في تصريحات صحفية، إن هدف المفاوضات هو "الوصول إلى اتفاق حول كل قضايا الوضع النهائي، دون حلول انتقالية أو مرحلية وهو أمر مدون نصاً في الاتفاق مع كيري".

ودعا عريقات في وقت سابق القيادة الفلسطينية التوجه للانضمام للمؤسسات الدولية، في الحال، بعد اعلانه أن المفاوضات "فشلت".معا.