الشلبي يحاضر في الـ "أيسيسكو"
03-01-2014 12:39 AM
عمون - تناول «المنتدى الوطني للمسؤولين التربويين والفاعلين المدنيين والإعلاميين في التربية على السلام وقيم الحوار» دور التربويين والفاعلين المدنيين والإعلاميين ومهماتهم، والتعايش الفكري، ومسؤولية المدارس ومؤسسات المجتمع المدني، ودور دولة الرعاية، وضرورة استثمارها في الشباب مستقبلاً،
وجاء هذا المنتدى بتنظيم من «المنظمة الإسلامية - أيسيسكو» بالتعاون مع «اللجنة الوطنية اللبنانية للتربية والثقافة والعلوم».
وتحول المنتدى إلى مناقشات مطولة في شأن واقع المجتمع اللبناني، باعتباره من أكثر التجارب وضوحاً، ضخ فيه المشاركون ما يفكرون فيه من دون أي تأثير من أصحاب الدعوة. وتم التوافق على أن يتم في ختام المنتدى، رفع توصيات إلى المعنيين مباشرة في الدولة، على أن تتولى الجهة الداعية متابعتها.
واعتبرت الأمينة العامة للجنة الوطنية زهيدة درويش جبور أن موضوع المنتدى يتخذ أهمية في ظل الظروف التي تعيشها المجتمعات العربية راهناً، والتي تبدو وفقها مهددة بالانقسامات الفئوية والمذهبية والطائفية والسياسية المرافقة لما أصطلح على تسميته «الربيع العربي». وسألت: «كيف ولماذا خرج الوحش النائم في هذه المجتمعات والمتمثل بالتعصب والتطرف والعنف وإلغاء الأخر؟». وأعربت عن اعتقادها بأن الأسباب مردها وجود أطماع الخارج ورغبته في السيطرة عن طريق ضرب هذه المجتمعات وتفتيتها، غير أنها لم تغفل وجود أسباب أخرى منها «داخلية لصيقة بالقيم والمفاهيم وأنماط الفكر السائدة في هذه المجتمعات، حيث تتأسس السلطة في معظم الأحيان على منطق الفرض والهيمنة».
وقدم أستاذ العلوم الاجتماعية والإنسانية في «الجامعة الهاشمية - الأردن» جمال شلبي مداخلة رأى في مستهلها أن لبنان يمثل جملة من التناقضات، ويعج بالخبرات الإنسانية والتعايش والديموقراطية، معترفا أن مهمته ليست سهلة كونها تشكل تحديا كبيرا لقضايا تهم المجتمع. وأعتبر أن التعايش الفكري مع المختلفين في الرأي يعتبر سلوكا تربويا، أي القبول بالتنوع. وانتقد غياب مؤسسات المجتمع المدني مستدركا أن «لغيابها أسباب عدة وأهمها عدم قدرتها على تأمين الأموال».
وشدد على ضرورة تبني تأمين التعليم والتعلم لكل طفل، مطالبا بأن تكون المناهج المدرسية مكانا للتنوع وليس مكانا للتقوقع. واعتبر ان معيار المنهج الدراسي هو المعيار الذي على أساسه يتم تقيم الدول.
ورأى الخبير في المكتب الإقليمي لـ«إيسيسكو» بالشارقة عبد العزيز حميد الجبوري أن الغايات والأهداف والمصالح المشروعة منها وغير المشروعة تتشابك، عند الحديث عن موضوع التربية على السلام والأمن ونشر قيم الحوار، «التي أصبحت في مقدمة الاهتمامات، وأهدافنا الحياتية المعاصرة في ظل التطورات العالمية التي باتت ترسم مسارات حياة الشعوب، ولم يكن أحد بمنأى عن مؤثراتها ونتائجها».
وطرحت في المناقشات سلسلة من الأسئلة ما إذا كنا نسير فعلاً إلى الأمام، وعن الخلل وكيفية المعالجة؟ وأتفق المشاركون على أنه لا يمكن تغيير النظام بعصا سحرية. وعلى أنه للهيئة التعليمة الدور الأساس في تنشئة التلامذة، وتهيئتهم لبناء مجتمع قائم على الإحترام المتبادل، معتبرين أن هذا لا يكتمل إلا مع وجود برامج ومناهج تدريس تقدم الشروح المطلوبة، من خلال دروس مدعمة بالقصص الواقعية، تكون بمثابة البوصلة لليافعين، في مشوار حياتهم.
وسعى المنتدى إلى إبراز الأدوار الرئيسة التي تنهض بها القيادات التربوية والشبابية والإعلامية في إشاعة ثقافة الحوار والتعايش بين مختلف فئات المجتمع.
وإيجاد إطار للتنسيق والتكامل بين المسؤولين التربويين على النطاق الوطني والقيادات الشبابية، من مؤسسات المجتمع المدني والإعلاميين في الجهود المبذولة من أجل ترسيخ قيم الحوار والتعايش بين مختلف فئات المجتمع، خصوصاً اليافعين والشباب منهم. وتخصص الجلسة الثانية من المنتدى اليوم، لوضع تصورات لمشاريع تربوية وثقافية وإعلامية اتصالية قابلة للتطبيق من أجل تعزيز ثقافة الحوار والسلام والتعايش بين مختلف فئات المجتمع.