أسئلةُ اللحمةِ في الإصلاحِ الأميركي ؟!
ممدوح ابودلهوم
02-01-2014 05:15 PM
يتناقل بعض خبثاء الصالونات السياسية في الوطن العربي طرفةً يزعمون أنها من الترف السياسي ، مع أنها تنزل بجدارة في باب مقولة شر البلية ما يضحك ، زبدتها أن إستبياناً لأحد مراكز الدراسات الإستراتيجية قد وزع على شكل سؤالٍ وجهوه إلى مواطنيِّ بعض دول الإقليم ، أما السؤال فهو : ما رأيك في أكلِ اللحمة ؟!
أما الإجابات على هذا السؤال فكانت ثلاثة لكن على شكل أسئلة ثلاثة مضادة للسؤال الأول الرئيس أنفاً ، وهي كما سنرى معاً إجابات / أسئلة قد ننقسم نحن و القراء الأكارم ، في تفسيرها بين بريئة فطرية أو مستفزة عدائية وعلى النحو التالي ..
الفريق الأول - أجابَ : ماذا تعني كلمة (رأي) ؟
الفريق الثاني - أجاب : ماذا تعني كلمة (أكل) ؟
أما الفريق الثالث فأجاب : ما هي (اللحمة) ؟!
يُسقط إعلامي عربي بارز وهو بالمناسبة ناشط سياسي معروف ، وبفذلكة ساخرة ، هذه الإجابات على مطلب الإصلاح الأميركي في الوطن العربي ، فيرى أن مفهوم الإصلاح على صعيد التطبيق وربما التنظير أيضا يختلف من قطر لآخر ، وتحديداً فيما يخصُّ تفاعل كيمياء مركب هذا الإصلاح بمفاصله الثلاثة السياسي والإجتماعي والإقتصادي ، وذلك من حيث اختيار شرائط واقتراح طرائق قبل غايات تطبيقه القُطري الخاص به دون غيره، كون ذلك بعامل خصوصيته أنفاً هو شأنٌ جوهريٌّ مفصليٌ ورئيس ، لا بل و ضاربٌ أيضاً في عمق الأرض العربية .. مذهبياً وعُرفياً و .. خُبزيّاً .. في المقام الأول .
ومع تحفظنا .. حد الإطلاق ، على الطرفة السياسية بأسئلتها الخبيثة وإجاباتها الملتبسة في مفتتح هذه المقالة أعلاه ، فإنه لا يمكن ، وفي حدود ما أعلم ، أن نقعَ على قطرٍ بعينه حتى ولو كان في العالم الثالث لا يعرف أكل اللحم ، أما فيما يخص الجزء الأول من الطرفة أنفاً فقد يكون الإطلاق فيه عبر أقانيم قمع الرأي ، بمعنى غياب الحرية وما يتبع ذلك من تداعيات مستفزة لها بالضرورة تخريجاتها المستفزة هو مسألة فيها قولان ، إذ أن الانحياز قياساً إلى النسبي هو أقرب للواقع من منطق الإطلاق في هذه المسألة .
أقول .. ومع تحفظنا على ذلك كله ، إلا أننا لا نستطيع أن نقفز عن تخريجة هذا الإعلامي البارز والناشط المعروف ،حول الاختلاف في إستيعاب مفهوم الإصلاح المستورد من العم سام أو من الداخل بين قطرٍ وآخر، ليس فقط في هذا الإقليم بل وفي بعض دول القارتين الآسيوية والإفريقية التي طالها مطلب واشنطن .
أما عن سؤال هل يبدأ الإصلاح من الداخل أم من الخارج أي من واشنطن على وجه التخصيص ، فالإجابة على هذا السؤال تستوي عنصراً آخرَ من عناصر مركب هذا المطلب الأميركي ، والمقصود هنا هو الإصلاح الذي بات منذ أحداث (11/9) في نيويورك وواشنطن ، يشكل الهاجس الأول والأثقل في هذا الإقليم بخاصة وفي العالم الإسلامي بوجه عام ، وعليه .. وبكلمة فصلَ خطاب .. خلوصاً ، فيبدو أن هذا السؤال مكتوب عليه أن يبقى معلقاً في فضاءات هذا الإقليم برسم الهواء الطلق !!!